تحقيقات وتقارير

سورية .. هل تتوقف المعارك بعد عام؟

مرة أخرى تدين الأمم المتحدة الأحداث الجارية في سورية وتطالب على لسان أمينها العام بان كي مون أطراف النزاع بتأمين الحماية لجميع السكان المدنيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية.

وفي وصف شامل للوضع في سورية رأى أمين عام الأمم المتحدة أن “القوات الحكومية تدمر أحياء بأكملها دون تمييز، وتدفن عائلات بأكملها تحت أنقاض منازلهم”.

وأردف بان كي مون قائلا “إنني أيضا قلق للغاية من قيام الجماعات المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي بمواصلة ارتكاب أعمال وحشية ضد السكان المدنيين”. وقال “هناك اعتقاد من قبل العديد داخل  سورية وخارجها بأن هذا الصراع يمكن كسبه عسكريا إلا أن مزيدا من العنف لن يجلب سوى المزيد من المعاناة وعدم الاستقرار ونشر الفوضى في المنطقة”.

المعارك

الأسد: العمليات القتالية ستنتهي خلال عام

من جهة أخرى يؤكد الرئيس السوري بشار الأسد لضيفه رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية سيرغي ستيباشين أن المرحلة النشطة من العمليات القتالية في سورية ستنتهي خلال عام.

وفي لقاء آخر مع قيادات فروع حزب البعث الحاكم يرى الأسد أن مشروع ما يعرف بـ”الإسلام السياسي” قد سقط ويشدد عزمه على مواصلة عملية المصالحات لوقف سفك الدماء وتدمير البنى التحتية.

الأمم المتحدة تدين اغتيال الأب فرانسيس

وبالعودة الى الأمم المتحدة، وصف بان كي مون اغتيال الكاهن اليسوعي الهولندي فرانسيس فاندرلخت (75 عاما) في حمص بوسط سورية بأنه “عنف غير إنساني ضد رجل وقف ببطولة مع الشعب السوري في ظل الحصار والصعوبات المتزايدة”، مؤكدا أن حماية المدنيين واجب قانوني ومسؤولية تقع على عاتق الحكومة السورية والمجموعات المسلحة على حد سواء “وعليهم أن يفعلوا كل شيء لتجنب ومنع العنف ضد المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي والهجمات الجوية على المناطق المدنية”. وطالب طرفي النزاع أيضا بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

كما أعرب بان عن الصدمة للصور البشعة التي تظهر إعدامات محتملة في بلدة كسب السورية. وأشار الى أنه في الوقت الذي لا تستطيع فيه الأمم المتحدة تأكيد صحة هذه الفظائع فإنه لاشك في أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المستمرة وواسعة النطاق تجبر سكان قرى بكاملها على النزوح.

ونعيد للأذهان أن مدينة كسب السورية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي يغلب عليها السكان الأرمن تعرضت الشهر الماضي لهجوم المسلحين من حركة “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”، وأسفر الهجوم عن مقتل 80 شخصا.

من هو الأب فرانسيس

وصل المستشرق الهولندي الأب فرانسيس إلى سورية عام 1966 بعد أن أمضى عامين في لبنان يدرس العربية التي يتكلمها بطلاقة، ليكون اكتشاف سورية أحد أهم نشاطاته حيث قام بتنظيم المسير الأول بعد عام من قدومه وكان إلى منطقة في كسب. وهكذا بدأ مشروع المسير ومن دير الآباء اليسوعيين في مدينة حمص كانت تنطلق الوفود الآتية من مدن وبيئات عديدة لتتشارك مع بعضها في المسير.

الأب فرانس تحدث عن المناطق التي يقصدونها في المسير قائلاً: ” قد يكون الهدف الوصول إلى مكان أثري أو مزار ديني يتضمن اكتشاف الطبيعة السورية في كافة المناطق”. وكان يقول: “هدفنا الأول التعرف على جمال الطبيعة في سورية وآثارها وتقاليد شعبها ضمن جو من التآخي والتعاون بين أشخاص متنوعين”.

وكان أيضا طبيبا نفسيا وشارك بشكل فاعل في الحوار بين الأديان وأطلق في حمص في ثمانينيات القرن الماضي مشروع الأرض وهو مركز روحي أنشىء خارج المدينة يضم نحو أربعين طفلا معاقا عقليا من القرى المجاورة.

من-هو-الأب-فرانسيس

وكان الأب فرانسيس رئيساً لدير الآباء اليسوعيين في حمص القديمة، وهو رجل الدين المسيحي الوحيد الذي بقي في الأحياء المحاصرة، وقد أكد في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” في 4 فبراير/شباط الماضي على عدم نيته الخروج من المنطقة قائلاً “أنا رئيس هذا الدير، كيف أتركه؟ كيف أترك المسيحيين؟ هذا من المستحيل”. وكان عدد المسيحيين داخل حمص وقتها لا يتجاوز الـ65.

الفاتيكان: رجل السلام مات

وقال فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان إن “رجل السلام مات”، مشيرا “هكذا مات رجل السلام الذي أراد بشجاعة كبيرة أن يبقى وفيا في وضع بالغ الخطورة والصعوبة لهذا الشعب السوري الذي أعطاه منذ فترة طويلة حياته ومساعدته الروحية”.

حمص

تستمر الاشتباكات المتقطعة بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة الى يومنا هذا في هذه المدينة حتى بعد اتفاق فبراير/شباط بين السلطات السورية والمسلحين، والذي عقد بإشراف الأمم المتحدة وخرج على أثره حوالي 1400 شخص من الأحياء المحاصرة. لكن الأحياء ما تزال تفتقر إلى أدنى مستلزمات الحياة وإلى الأدوية والمواد الغذائية، وهي تضم مئات الأشخاص.

حمص

وحاول مسلحو المعارضة منذ يومين شن هجوم على أحياء حمص القديمة، ما إدى الى وقوع اشتباكات مع الجيش وسقوط ضحايا من الطرفين. وتحدث نشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 30 جنديا بانفجار سيارة في أحياء حمص المحاصرة قرب قيادة الشرطة في حمص.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock