بلدنا اليوم

تقرير : الأزمة تجبر الشباب على العزوف عن الزواج

يعاني الشباب في سورية قبل الأحداث الحالية من فكرة الزواج والاستقرار عموماً، لما تمثله هذه الفكرة من تحديات كثيرة وصعوبات مختلفة أبرزها مادي مرتبط بالحصول على المسكن والعمل، وشكلت الأحداث التي شهدتها سورية وتداعياتها، ضربة قاصمة لفكرة الزواج.

 محمد شاب عمره 32 عاما قال: “ربما كنت أفكر بالزواج قبل الأحداث التي تشهدها سورية، بينما الآن لا أفكر أبداً في هذه الخطوة، وتجاوزتها أنا ورفاقي، ولن نفكر بها أبداً قبل أن تتوفر لها شروط تحترم فيها طاقاتنا وإمكانياتنا”.

 فيما قال زياد: “من أين للشاب أن يتزوج؟، من أين لي وأنا عمري 33 عاما أن أتزوج، ودخلي كموظف لا يكفيني، حتى قبل هذه الأحداث لم أكن لأفكر في الزواج لأنني سأفتح على نفسي مئة باب، قد لا أغلق معها الباب الأخير قبل أن يصبح عمري 50 عاماً، لذلك سأعيش يومي وانتظر الفرج”.

تقرير-الأزمة-تجبر-الشباب-على-العزوف-عن-الزواج

وتحدثت أم علي: “ابني يعمل في الصباح أستاذاً ويعطي دروسا خصوصية، ولم تتوفر له وظيفة كمدرس بعد تخرجه، ويعمل بعد الظهر في مطعم صغير قرب المنزل، ومع ذلك كل ما يعمل به يضعه ثمن أكل وشرب، فكيف له أن يتزوج؟”.

 وأردفت أم علي “أتمنى كما تتمنى أي أم، أن أرى ولدي متزوجاً وافرح له وأرى أحفادي أمام عيني قبل أن أموت، إلا أن الأحلام والتمنيات شيء والواقع للأسف شيء آخر”.

الجامعيون بين الزواج والعمل

وتختلف المشكلة بالنسبة للشباب الجامعيين، فالفكرة بالنسبة لهم غير مطروحة أبداً، حيث أن هناك مشكلات أكبر يجب أن يفكروا بها أبرزها تأمين مستقبلهم قبل أن يفقدوا الأمل في جدوى ما حصلوا عليه من علم.

أحمد خريج كلية حقوق 29 عاماً قال: “استغرقت مني دراستي كل سنوات حياتي، إضافة لما استغرقته خدمة العلم، فهل سأستغرق أيضاً أعوامي القادمة من حياتي في التفكير بالزواج أم في التفكير بإيجاد فرصة عمل لائقة وتأسيس نفسي حتى احترم ما درسته”.

 وتابع أحمد “ربما تبدو فكرة الزواج أساسية في حياة أي إنسان، فمن أين لي ذلك المنزل الذي سأستقر به، ومن أين لي المال لأعيش أنا وزوجتي باعتباري لا أملك فرصة العمل؟، الأفضل لي أن أفكر بأمور أكثر منطقية وأضمن حياتي على أن أفكر بأشياء ليس منها جدوى وأظلم بالتالي أي فتاة معي”.

 مشكلة العادات والتقاليد

 وتبدو المشكلة بالنسبة للبعض متعلقة بشكليات الزواج، فبعض الأسر ما زالت تحافظ على عادات وتقاليد الزواج، في حين أن هذه العادات باتت تتطلب الكثير من المال ما يعني عزوف الشباب عن التفكير به.

 فراس يمتلك محلاً تجارياً، قال: “امتلك منزلاً، وأستطيع من خلال عملي تأمين معيشتي، إلا أن رغبتي في الزواج تتوقف عند طلبات كثيرة تفرضها علي أسرة من أريد الزواج منها، ففي مجتمعي ما زالت الفتاة تعتبر الزواج فرصة ذهبية، وأن الزوج صاحب عصا سحرية سيحقق لها أمنياتها”.

 وتحدّث سعد 38 عاماً عن مشكلة متشابهة وقال: “لم تعد مظاهر الأعراس أساسية بنظري، فيما هي أساسية بالنسبة للطرف الآخر في مجتمعي، فحفلة العرس، وتقديم الذهب، والفستان وما إلى ذلك، يعني ثروة هائلة ينبغي لي الحصول عليها قبل التقدم إلى أي فتاة، فهل هذه الأمور غاية الزواج”.

وتابع سعد “من الطبيعي أن تتغير الشروط في أوضاع كتلك التي تمر بها سورية، وأن تتفهم الفتاة وعائلتها أن هكذا أمور يجب تبسيطها أو التغاضي عنها لأنها ستعني حتماً عدم رغبة الشاب في التقدم للزواج”.

 سيريان تلغراف | الاقتصادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock