خبر هام

الحرب في سورية بدأت الآن !!

أساقفة انغليكانيون وكاثوليك زاروا الرئيس باراك اوباما. قال لهم إن كل نفط الشرق الأوسط لا يساوي نقطة دم من جندي اميركي.

هل قال ايضاً إن كل دم، وتاريخ، وألق، المسيحيين في الشرق الأوسط لا يضاهي جثة طائرة أميركية من دون طيار؟

في القرن الثامن عشر او التاسع عشر كان الشرق، بكل حمولته الروحية والتاريخية، ومنذ آدم وحتى شهريار، هو الذي يغوي اهل الغرب. الآن تغيرت لعبة الامبراطوريات، اسواق، وناقلات نفط، وترسانات للبيع. غريب ان العرب كادوا يشترون الموناليزا ولم يتمكنوا من شراء قنبلة ذرية بحجم تفاحة آدم، او تفاحة نيوتن او تفاحة جوبز.

هل بات خفياً على احد ان منظمة «داعش» التي فتحت الحدود على مصراعيها بين سوريا والعراق خططت لفتح الحدود على مصراعيها بين سوريا ولبنان. اجهزة استخبارات عربية واقليمية تواطأت من اجل «تحرير» حمص من قبضة النظام. حينذاك يسقط، تلقائياً، الشمال والبقاع في لبنان. تغدو تخوم بيروت مثل تخوم بغداد.

الحرب-في-سورية-بدأت-الآن

المعلومات تتحدث ايضاً عن ان مسؤولين اميركيين واوروبيين بدأوا الاتصال مع دمشق للتنسيق من اجل مواجهة اي هجوم لـ «داعش» على حمص، بعدما ترددت معلومات، ونعتقد انها موثوقة، تقول ان واشنطن هي من زودت جهات لبنانية بمعلومات حول اعتزام المقاتلين الاسلاميين اختراق جبهة نحلة لتتشكل نقطة الانطلاق باتجاه بعلبك ومنها الى زحلة في اتجاه بيروت، على ان تتقاطع العملية مع الاندفاع الصاعق نحو مدينة ديك الجن الحمصي.

لا بد هنا من الاشارة الى الهوية الملتبسة لمقاتلي الجرود. ثمة معلومات تؤكد ان من يقال انهم مقاتلو «النصرة» انما اصبحوا مقاتلي «داعش».

في كل الاحوال، «داعش» تركز على مدينة حمص، وهي تعتبر ان السيطرة على هذه المدينة لا يعني فقط دق ابواب دمشق واللاذقية وانما يعني دق ابواب بيروت وطرابلس وصيدا.

هنا الاختبار الحقيقي للنظام ولـ«حزب الله». اختبار القوة. ولا ريب انه تناهت الى آذان قيادات النظام , كما الى آذان قيادات الحزب، ما قاله مسؤول اميركي كبير من ان الحرب في سوريا بدأت الآن.

هذا يعني ان الاشهر المقبلة ستكون هائلة. الثابت ان حمص ستكون مقبرة لـ «داعش». كل الاستعدادات اتخذت في هذا المجال. القاذفات المتطورة، ومعها الدبابات، بدأت بالوصول الى سوريا.

الاميركيون انفسهم يثيرون الكثير من علامات الاستفهام حول الجنرالات العراقيين في نينوى وغيرها والذين استسلموا، وهم يقودون الألوف المؤلفة، امام مئات المسلحين في الموصل. هذا لا ينطبق على الجنرالات السوريين الذين اظهرت السنوات الثلاث مدى صلابتهم وفعاليتهم في مواجهة عشرات آلاف المسلحين، ومن كل اصقاع الدنيا، والحيلولة دون الاستيلاء على دمشق التي كانت، ولا تزال، هدفهم المقدس.

بعدما قال ما قاله اوباما امام الاساقفة، هل نتصور انه سينزعج كثيراً اذا ما طاف ابو بكر البغدادي حول الكعبة ما دام لا يستطيع تسويق النفط الا عبر القنوات الاميركية؟

لا نعتقد اذا ما اخذنا بالمفاهيم اللاهوتية لـ «داعش» ان جهنم تعمل بالمازوت وان الجنة تضاء بالكهرباء. في لحظة ما يمكن ان تتقاطع المصالح والامبراطورية مع مصالح الجماعات الاكثر راديكالية اذا ما اخذنا بالاعتبار ان «طالبان» اختراع اميركي ولحماية انابيب الغاز من تركمانستان الى المحيط الهندي.

ثمة زلزال في المنطقة، وما زال بعض القادة العرب يتعاملون معه قبلياً. الا يحدث الشيء نفسه في لبنان؟ قادة مسيحيون كادوا يقولون ما المشكلة في ان تحكم «داعش» دمشق وبغداد مع انهم يدركون بدقة طبيعة المسار الايديولوجي والاخلاقي لهذه الجماعة.

من تراه فوجئ بما فعله الداعشيون بمسيحيي الموصل التي هي الآن الايقونه العراقية المعذبة؟ وضعوهم امام ثلاث خيارات (اعتناق الاسلام او الجزية او الموت). من رحلوا قبل انتهاء مهلة الانذار تم التنكيل بهم على نحو مروع، وبقي آخرون لن يجدوا بدا من اشهار اسلامهم. ماذا تراهم يصنعون امام تلك الخيارات البربرية، وهم الذين لم يعودوا يملكون شروى نقير؟ بطبيعة الحال لا يمكنهم تأدية الجزية لمولانا الخليفة.

هذا هو الذي ينتظر المسيحيين في لبنان، بل وكل اللبنانيين لأن للمنظرين العقائديين في «الدولة الاسلامية» نظرة خاصة الى كل الفئات في لبنان على انها فئات ضالة باستثناء البعض الذين كثفت الاجهزة الامنية ملاحقتها لهم بعدما دق ناقوس الخطر. الاميركيون هم الذين دقوا ناقوس الخطر.

لا يكفي الانتظار، بل لا بد من اعادة النظر في ذلك الاصطفاف الثنائي القاتل ليشكل اللبنانيون صفاً واحداً، فهل نشهد في المرحلة المقبلة مقاتلين من 14 آذار على الحدود لمواجهة التسونامي القادم من ليلة الديناصورات؟

ثمة عرب وسيتغيرون , بالرغم من استمرار التعاطي الهيستيري مع دمشق. على الارض «داعش» التي تدق كل الابواب. ان نوصد الابواب. لبنانياً وعربياً، يعني التغيير الدراماتيكي في المواقف، كما في السياسات، كما في طريقة مد اليد. اكثر من ان يكون خيالاً.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock