مقالات وآراء

اللغز المفقود لن يغير من معادلة النصر الموعود .. بقلم دنيز نجم

لبّ الصراع الجاري في المنطقة كان و لا يزال من أجل تفتيت المقاومة الإسلامية و القضاء عليها و فوز الأسد بمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية زادها تعقيداً لأن عقدة المشكلة في الشرق الأوسط و حلها هو ليس بسورية بل بمن يقود سورية .

قوافل من الأسئلة تدور في ذهن الكثيرين عن أسلوب الصهاينة الذي اتبعوه بحرب الوكالة على سورية كوجود الأنفاق و الأوكار و غرف العمليات و وجود قادة استخبارات دولية فما هو اللغز الذي يكمن وراء كل هذا … ؟

المقاومة هي حجرة العثرة التي وقفت في وجه طوفان عدوان الكيان الصهيوأميركي على الوطن العربي و اللغز الذي عجز الصهاينة عن فك رموزه حتى الآن هو كيف تتم عمليات نقل السلاح من حزب الله و سورية إلى المقاومة في فلسطين و أين هي الأنفاق التي يستخدمها أسود المقاومة و هذا ما يفسر كثرة الأنفاق في سورية و وجود  غرف العمليات في المناطق الإستراتيجية على حدود سورية و لبنان و التي كان يختبئ فيها قادة الإستخبارات الدولية الذين وقعوا في قبضة الجيش العقائدي و رجال حزب الله بعد أن تم السيطرة على هذه الغرف بكمين محكم و كان من أبرز هذه العمليات في المناطق الإستراتيجية  هي ( القصير و يبرود ) .

و رداً على عملية يبرود قام الصهاينة بنصب كمين محكم للمقاومة في غزة عندما بدؤوا بتوجيه ضربات استفزازية عشوائية على مواطنيها ظناً منهم بأنهم سيمسكوا برأس الخيط الذي سيدلهم على الطرق و الأساليب التي يتم فيها وصول السلاح إلى المقاومة الفلسطينية و بنفس الوقت ليضغطوا على حزب الله كي يتدخل لينقذ غزة فيوجهوا له الضربة القاضية و يتخلصوا منه ليزيلوا الكابوس المرعب الذي يهدد أمنهم و استقرارهم و لكن بعد أن رتبوا أوراقهم على هذا المبدأ تفاجؤوا بأن حزب الله لم يتدخل للرد على عدوانهم الوحشي على غزة و أن المقاومة الفلسطينية تملك ما يكفيها من الأسلحة فيما استمرت الحرب لمدة أطول و لهذا قرر الصهاينة البدء بالإنسحاب من غزة لأنهم لن يتوصلوا لأي نتيجة في حال استمروا بقصف غزة سوى أنهم سيتجرعوا كأس خسارتهم أمام جبروت المقاومين في فلسطين  .

و ما وصل إليه الصهاينة اليوم من نتائج هو أن أي مخطط يتم تنفيذه خارج نطاق لبنان للقضاء على حزب الله لن يتوج بالنجاح و لذلك كانت عودة الحريري إلى الساحة مهمة جداً لأن وجوده سيمنحهم فرص جديدة في كشف لغز عمليات نقل السلاح التي تتم ما بين حزب الله و سورية و فلسطين لأن هدفهم كان و لا يزال هو نزع سلاح المقاومة و لن يجدوا من يساندهم لحل هذا اللغز سوى من يملك السلطة داخل لبنان .

أما الولايات المتحدة الأميركية فقد بدأت بتنفيذ مخطط يخلصها على المدى البعيد من  حجرة العثرة التي وقفت في وجهها و منعتها من تحقيق مشاريعها في الشرق الأوسط و هو الفيتو المزدوج الذي استخدمته روسيا و الصين ضدها و على المدى القريب لتتخلص من الهيمنة الروسية التي بدأت تقضي على هيمنتها من خلال استهداف أمنها القومي لإضعافها من الداخل .

الكيان الصهيوأميركي يهدف للتخلص من القوى العظمى التي تقف في وجه مخططاتهم و يهدف لنزع سلاح المقاومة و القضاء عليها فبإعتقادهم أنهم إن وصلوا إلى الأنفاق التي يتم عبرها إمداد المقاومين في فلسطين بالسلاح سيكون من السهل جداً الإستفراد بكل منهم بتجريده من سلاحه للقضاء عليه و بهذا يستطيعوا استكمال مخططهم ليحققوا أحلامهم في الشرق الأوسط .

غباء الصهاينة ما زال يوحي لهم بأن قوة المقاومة تكمن بسلاحها و بتجريدها منه يتم القضاء عليها لأنهم لا يعلموا بأن المقاومة هي فكر و عقيدة و ليست سلاح و لا يعلموا أن الفكر العقائدي المقاوم لا يموت أبداً لأنه مع كل شهيد يسقط يولد ألف مقاوم .

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock