خبر هام

المليحـة .. هكذا سقطت القلعة الحصينة لمسلحي الغوطة

إنه حصن الغوطة الشرقية الذي استمر المسلحون في تشييده وتحصينه لأكثر من عامين كسره الجيش العربي السوري خلال أيام فقط فها نحن ندخل في اليوم الخامس والثلاثين بعد المائة لأمر البدء بعملية تحرير المليحة التي كان لصرخات أطفال جرمانا ودماء شهدائها ما يستدعي التعجل فكان شهر نيسان موعد الرصاصة الأولى في صدر الجسد المسلح في المليحة الذي ظن أن أسواره أقوى من أن تكسر وأبوابه أصعب أن تخلع لكن الجيش العربي السوري كان له كلام آخر الذي وضع الخطط وحشد السلاح والرجال ووضع المليحة ضمن سلسلة أهدافه القريبة .

هكذا-سقطت-القلعة-الحصينة-لمسلحي-الغوطة

يقول ضابط قيادي لفريق المهام الخاصة مساهم في وضع الخطة العسكرية في البلدة إن معركة تحرير المليحة كان الهدف الجوهري منها حماية جرمانا من قذائف الهاون التي أمطرت أحياء المدينة بأكثر من 1500 قذيفة هاون أوقعت عشرات الشهداء والجرحى ووضع أهداف قريبة وعاجلة للعملية العسكرية تخللها أهداف بعيدة فالهدف القريب بتأمين جرمانا من قذائف المليحة نفذه الجيش بطرد المسلحين من محيط ادارة الدفاع الجوي ومن حدود حواجز جرمانا وتوسيع النطاق بين جرمانا ومسلحي المليحة حتى استطاع الجيش بتسعة أيام فقط من منع أي قذيفة هاون أن تنطلق من المليحة إلى جرمانا ليتوقف تصدير القذائف إلى جرمانا من المليحة بالجملة ولتقتصر على فرادى القذائف من عين ترما وواديها اللذين لا يشكلان أي خطر عسكري بالمطلق .

يضيف الضابط بأن معركة المليحة يتم تنفيذها على ثلاثة مراحل الأولى تأمين جرمانا كما ذكر سابقاً والثانية العمل على فرض طوق ناري وحصار مسلحي البلدة على غرار بلدات أخرى وجرهم للاستسلام أو إضعافهم وانهاكهم ثم الانقضاض عليهم ليكونوا فريسة سهلة أمام الجيش لا تستطيع المقاومة وإن قاومت ستكون هزيلة ضعيفة لا حول لها ولا قوة ونستطيع تقسيم معركة المليحة زمنياً منذ نيسان حتى الرابع عشر من أيلول على النحو التالي :

المرحلة الأولى : كان بانتظار أن يسمع صوت قائد العملية على التيترا ليقول لقادة المجموعات كلمة واحدة (قاسيون قاسيون قاسيون … نفذ) ليبدأ التحرك العسكري حيث تحركت القوات من إدارة الدفاع الجوي من جهة لتفك الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام وتفتح أبواب الإدارة لتنطلق منها الآليات والرجال لتكون وجهاً إلى وجه مع المجموعات المسلحة المنضوية تحت عدة مسميات أبرزها ( لواء سعد بن عبادة – الجبهة الإسلامية – جبهة النصرة – لواء أجناد الشام – لواء شهداء دوما ) من جهة أخرى كان هناك حشد عسكري يجهز في الخفاء انطلق من شبعا المحررة حديثاً ليبدأ الهجوم الأشرس على مسلحي المليحة حيث استمرت المعارك تسعة أيام بلياليها حيث أن قوات الجيش العربي السوري قد قسمت إلى دفعتين مقاتلتين الأولى نهارية وما أن تغيب الشمس تستبدل القوات النهارية بالليلية فأرهق المسلحون وكسرت أسوار قلعتهم ليبدأ الجيش بالدخول والتوغل في البلدة ليحرر البلدية والمستوصف وأجزاء واسعة من البلدة تجاوزت ال 50% من مساحة المليحة ومزارعها وهنا انتهت المرحلة الأولى حيث أنه لا قذائف على جرمانا بعد الآن .

المرحلة الثانية : اتسمت المرحلة الثانية بالهدوء وعدم التسرع فالهدف العاجل تم تنفيذه بتسعة أيام فقط حيث كان هناك خياران الأول إكمال العملية بنفس الخطى والدخول لأعماق المليحة المجهولة بالنسبة للجيش حيث سيكون هناك خسائر بشرية أو التصيد المسلحين وإطباق الحصار عليهم حيث قام على مدى ثلاثة أشهر بالالتفاف الكامل على محاور البلدة ومحاصرتها بالكامل والبدء بصيد المسلحين الذين بلغ عددهم 600 مسلح محاصر حاولت فيها المجموعات المسلحة فك الحصار عنهم بشتى الوسائل كانت كل نتائجها الفشل والخيبة والهزيمة وفي هذه الفترة عرض على الجيش تسليم المليحة أكثر من مرة بشرط السماح لهم بالتوجه للغوطة الشرقية حيث كان الجواب إما الاستسلام أو الموت .

المرحلة الثالثة : هذه المرحلة كانت الأخيرة حيث وجد الجيش أن المسلحين غير قادرين على المقاومة نهائياً حيث بدأ مساء 11-8-2014 بالهجوم البري الواسع للسيطرة على آخر المباني في المليحة واستطاع خلال 72 ساعة من بسط كامل سيطرته على المليحة التي تعد بوابة الجيش الواسعة للدخول إلى عمق الغوطة الشرقية .

نصر الجيش العربي السوري في المليحة ليس كغيره حيث خطه الجيش العربي السوري بدماء الشهداء الأبرار وظهر فيه أن لا مستحيل أمام إرادة الجيش العربي السوري وأن الخطط التي يتبعها هي الأفضل والأنجح بانتظار المعارك المقبلة في بلدات الغوطة الشرقية الأخرى التي بدأت تترقب خطر سقوطها ومعها يترقب أهالي تلك البلدات خبر تحرير بلداتهم من الغزاة القتلة .

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock