مقالات وآراء

والله العظيم … ضعنـــــا !! .. بقلم ابراهيم فارس فارس

عندما كلف الله سبحانه نبيه المصطفى محمداً(ص) بإبلاغ رسالة الاسلام السمحة الى الناس جميعاً ، كان الاسلام وسيبقى الى قيام الساعة دين الرحمة والسلام .. لكن بعض الأحزاب التي تعارضت مصالحها في ذلك الزمن مع عدالة وانسانية الاسلام ، جعلها عدوة له حفاظاً على مصالحها ومكتسباتها الخاصة وخاصة غير المشروعة ! فلما حاولوا ان يتطاولوا على الدين والمؤمنين به بالأذى ، أوحى الله الى نبيه الكريم ومن خلال آياته البينات ، بقتال اولئك حماية لرسالة السماء من جهة ، واعلاء لكلمة الله من جهة أخرى ، وسمي ذلك العمل حينها شرعاً ، بالجهاد .

اما اليوم ، فثمة من يتلطى خلف هذه الكلمة المصطلح ، ليصل الى اهدافه الغرائزية في الوصول الى المال ونهب الملك واغتصاب العرض ، تحت بند الجهاد في سبيل الله ! ومعاذ الله ان يكون الجهاد كذلك .

فلسطين

رسول الله محمد(ص) ، عندما كان المسلمون يذهبون الى الجهاد ، كان يوصيهم بعدم الايذاء ، حتى لو كانت شجرة ! اليوم ، نجد المجاهد يقتل أخاه المسلم ، وينهب ملكه وينتهك عرضه باسم الجهاد !! اليوم نجد راعياً من تورا بورا ، او من متاهات جبال بني شيشان ، يفعل ما يفعله في سورية ، ويعتقد انه يجاهد في سبيل الله ! فهل هذا هو الاسلام الذي بشر به نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه؟ …ضعنـــا !

اسرائيل تمول تدريس عدد كبير من طلاب الأزهر دون ان يعلم احد بذلك وربما يعلمون ! وتخرجهم على نموذج القرضاوي بيك ، وكل عملهم ان يشوهوا الدين ويوظفونه من خلال غسيل ادمغة الشباب خاصة ، لاثارة الفتن بين العرب والمسلمين وهدم ديارهم وانتهاك اعراضهم ونهب أملاكهم .. والله العظيم …ضعنــــــا !

اسرائيل، وبالتنسيق مع امريكا وبريطانية ودول الغرب الاستعمارية ، نصّبوا ملوك وامراء الخليج على كراسي الحكم ، واشترطوا عليهم ان يفعلوا ما يُملى عليهم مقابل بقائهم وابنائهم واحفادهم على كراسي الحكم .. وكل ذلك تحت بند الجهاد في سبيل الله ! ووالله العظيم …ضعنــــا !

كلنا ومنذ خلقنا الله ، منذ عشرات السنين ، منذ احتلال اسرائيل لأرض العرب فلسطين ، تعلمنا ان فلسطين هي قضية العرب الأساس ، وهي قضية وجود او لا وجود ، رضعنا ذلك مع حليب امهاتنا ، وضحينا بأولادنا وفلذات أكبادنا ، بصفو حياتنا وحلاوة عيشنا ..كل ذلك من اجل فلسطين وقضية فلسطين ، واليوم تأتي دول الخليج وبعض دول الاسلام كتركية لتقول لنا : ان اسرائيل صديقة ، وان العدو هم العلويون والشيعة والمسيحيون ووووو الخ ، وحتى السنة !!ووالله العظيم ، والله العظيييييم ، ضعنــــا !

العربي ، ومنذ كان تائهاً في صحراء العرب ، كان يتمتع بكثير من الأخلاق التي حضّ عليها الاسلام ، واضاف له اخلاقاً أخرى تعزيزاً لكرامته ، فكان العربي مثالاً في الكرم والجود واغاثة الملهوف..كان صادقاً وفياً محباً لأخيه خاصة بعدما آخاه الاسلام مع ابناء جلدته ..اليوم ، نجد من يعتبر ذاته خادماً لبيت الله ، يقف الى جانب اسرائيل التي احتلت ونهبت واغتصبت ودمرت ودنست ، وان اسرائيل هذه دولة صديقة وربما شقيقة ، وإن كل من يقف ضدها حتى لو كان ممن خسر ارضه وملكه وعرضه ومسجده وكنيسته واهله بسبب اسرائيل هذه ومن يدور في فلكها هو العدو … ووالله العظيم ، ضعنــــا !!!

سورية التي اعتبرت فلسطين قضيتها الأساس ومنذ استقلالها ، وضحّت وما بخلت ! آلاف الشهداء ، بل مئات آلاف الشهداء ، حروب زلزلت اقتصادها وعكرت صفو حياتها على مر الزمن ..وسواء حققت شيئاً او لم تحقق حسب موازين اولئك ، نجد اليوم من يعتبرها مخطئة ، ويحملها مسؤولية ما وصلت اليه امة العرب من بؤس .. ترى هل كنا مخطئين حقاً ، ام مصيبين ؟ حتى الأشقاء من ابناء القضية ذاتها يسألون السؤال ذاته ، وللأسف.. ووالله العظيم ، ضعنـــا !

حزب الله الذي يعتبر إمام المقاومة العربية عامة وفي لبنان خاصة ، في حرب 2006 لا يستطيع احد ان ينكر انه قتل العشرات من جنود اسرائيل ، واذا علمنا والكل يعرف بالطبع ان زوال العرب والاسلام ومن بعدهم العالم كله اهون عند اسرائيل من هدر قطرة دم اسرائيلي ، فإننا نجد اليوم من يضع حزب الله من العرب والمسلمين في صف التحالف مع اسرائيل ، و14 آذار التابع قلباً وقالباً للسعودية والسعودية التابعة قلباً وقالباً لاملاءات امريكا واسرائيل ، بأنهم بنظرهؤلاء ضد اسرائيل !! وقسماً بالله : ضعنــــا !!!

هناك قادة عرب ومسلمون ، هناك علماء ودعاة ومشايخ اليوم ، يعتبرون ما يتم في سورية – البلد المسلم – من خراب ودمار هو نوع من انواع الجهاد ، بل هو اعلى مرتبة من الجهاد ضد اسرائيل ؟! ضعنا ، والله العظيم ..ضعنـــــا !!

اليوم ، القتل قائم ، والتصفية الجسدية قائمة ، فهل اذا كان الانسان يشهد ان لا اله الا الله وان محمداً عبده ورسوله ، ويصلي ، ويصوم ، ويؤتي الزكاة ، ويحج الى بيت الله عندما يستطيع ، فهل هو في مأمن؟ والله العظيم ، ضعنــا!

ترى لو اقتنعنا بوجهة نظر اهل الخليج خاصة ، وابرمنا معاهدة سلام مع اسرائيل ، تنازلنا فيها عن كل حقوقنا ، ووقعنا بالعشرة ان اسرائيل هي دولة صديقة ، بل وشقيقة ، فهل نأمن غدرها في المستقبل ، ولو بعد حين ؟ والله العظيم ..ضعنا!

هل ثمة عاقل يصدق ان اسرائيل والغرب عموماً يمكن ان يقوموا بعمل اياً كان مستواه يمكن ان يكون في صالح العرب والاسلام؟ هل يمكن لعاقل ان يصدق ان تسابق العرب والمسلمين لارضاء اسرائيل ومن يدور في فلكها ، يمكن ان يحميهم من غدرها ذات يوم ؟ والله العظيم فإن من يقنع بذلك أشبه بمن ابرم معاهدة مع ذئب ، ثم نام معه في غرفة واحدة، دون ان يدرك ما قد يفعله به هذا الذئب في لحظة ما حتى صباح اليوم التالي ، هذا اذا طلع عليه الصباح! وللأسف ، فإن الكثير من امة العرب والاسلام يؤمنون بصداقة الذئب ، بل انهم يؤمنون بأن هذا الذئب اكثر اماناً من شقيقه واخيه في العروبة والدين ؟! وحيال ذلك ، وما يفعله هؤلاء الاشقاء بنا ، فإننا لا نملك الا أن نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ووالله العظيم ….ضعنــــــــا !!!

سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يا سيدي ضعنا ومنذ زمن !! بس المؤسف ات تصل الأمور بالكثير من العرب والمسلمين حتى على مستوى قادة وعلماء ببيع دينهم وشرفهم بعرض من اعراض الدنيا!! المؤسف ان يعتبر العربي أخاه وشقيقه أكثر عداوة له من عدوه ويحقد عليه الى هذه الدرجة حتى لو ادى ذلك الى تدميره ارضاء لرغبات هذا العدو … وحسبنا الله ونعم الوكيل في هيك امة عربية واسلامية انتيكا .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock