خبر هام

إلى أين فرّ “الجولاني” من مخالب “النَمِر” ؟؟

تقهقرت قوات “جبهة النصرة” في ريف حماة الشمالي تحت ضربات قوات “النمر” التي يقودها العقيد سهيل الحسن في الجيش السوري. أسوأ المتشائمين لم يتوقّع هذا المشهد الإخراجي الدرامي لـ “النصرة” التي حشدت ثقلها في المنطقة التي كانت نواة في مشروع إمارتها.

لم يكن أحداً ليُصدّق انّ جحافل “جبهة النصرة” من مسلحين عرباً وأجانب سيتقهقرون في أسبوعٍ من العمليات العسكرية في ريف حماة، ويتخلون عن مواقعهم تحت الضربات، أو عبر الفرار من الجبهات، وتركها وترك المواقع والإستعانة بالنشطاء لنشر الإستغاثات علّ أحدٍ يسمع، لولا ما تمّت مشاهدته بأم العين. إسبوعٍ أو أكثر بقليل ربما كانت كفيلة بترجمة المشهد وشرح الإنحدار البياني لقوة “جبهة النصرة” التي تلاشت وتتلاشى تحت الضربات المتعددة.

إلى-أين-فرّ-الجولاني-من-مخالب-النَمِر

“أبو محمد الجولاني” شخصياً لم يسلم من تداعيات السقوط المدوي في الريف الشمالي لحماة. لحقته “طرطشات” الهزيمة إلى عقر داره ما أجبره على تنقيذ أسلوب أسلوب “أخوانه” اي “تكتيك الفرار” جاراً خلفه زيول الهزيمة. فرّ “الجولاني” من مخبأه في مغارة على شكل كهف في جوف جبلٍ مطل على مدينة “حلفايا”، معقل التنظيم، تاركاً خلفه الإعتبار الذي وضعه لمعركة “ريف حماة” التي حولها معركة بين رجلين، أحدهما “نمر”، والاخر ظهر كـ “الخُلد” يختبأ في أجواف الجبال فاراً من المعارك صوب المناطق الامنة، تاركاً جنده خلفه يعانون مما صنعوا.

المعطيات تشير إلى خروج “الجولاني” من كامل الريف الشمالي لحماة، كما المدينة وأريافها ككل. هجرها “الجولاني” محاولاً الإبتعاد عن الشعور بمرارة ما جرى وعدم تجرّع كأساً آخرى من نفس الطعم وفي ذات المدينة، لكن “أين الوجهة” بعد ان سُدّ الشرق السوري أمامه، والشمال من حلب؟ اين هي فسحة الامان الوحيدة؟. تُبدي مصادر مطلعة على نشاط التنظيمات “الجبهادية” في سوريا، انّ يكون “الجولاني” قد فرّ ربّما إلى ريف إدلب الغربي، الذي يعتبر الملاذ الامن الوحيد في المنطقة، والتي تتمتع به النصرة بقوة، كما العديد من نواحي ريف إدلب.

تعتمد المصادر في رؤيتها هذه على مسار بياني يرصد حركة “جبهة النصرة” العسكري – الميداني على الخارطة العسكرية السورية. تعتبر انّ المنطقة الأئمن لـ “النصرة” هي ريف إدلب التي تحظى بمناطق واسعة فيه بسيطرة هامة وتعاون وتحالف مع غالبية القوى العسكرية هناك، ألهم إلا “جبهة ثوار سوريا”. وترى ايضاً، انّ “المكان الأمثل لهرب الجولاني من مخالب النمر التي وضع نفسه أسفلها هي تلك المنطقة البعيدة عن نشاط العقيد الحسن وقواته في الوقت الراهن”.

“جمال معروف” يستشعر الخطر

الفرار هذا، لا يبعد “الجولاني” عن شبح المعارك التي تلاحق قواته من كل حدبٍ وصوب. تعتبر المصادر لـ “الحدث نيوز”، انّ “الحراك العسكري المستجد في منطقة ريف إدلب وتدهور العلاقة أكثر بين “جبهة معروف” (ثوار سوريا)، و”جبهة الجولاني” (النصرة) مردّها ليس فقط إلى إنسحاب الكثير من مسلحي التنظيم نحو ريف إدلب الغربي، بل ايضاً إلى إستشعار الخطر من قبل “معروف” نفسه على نفوذه في المنطقة في حال وجود الجولاني فيها.

ويبني “معروف” مساره البياني على دور “جبهة النصرة” في حال تثبيت أقدامها في “ريف إدلب” خصوصاً لجهة تدبير خططها المتمحورة حول خلق “إمارة” منافسة لـ “إمارة البغدادي”، وهذا ما يعني نفاذ دور “معروف” وجماعته في منطقة نفوذه وتهديدها بشكل مباشر من قبل “النصرة” التي ستعمل على تقاسمها معه إن لم نقل قضمها وقضمه. وعليه، فإن تحرك “جبهة ثوار سوريا” العسكري بإتجاه “جبهة النصرة” إن عبر الإشتباكات أو عبر عمليات الإغتيال، يندرج تحت خانة مباغتة “النصرة” في ضربات وعدم تمكينها من تثبيت أقدامها في المنطقة، ومحاولة إضعافها بل وحتى إخراجها بشكل كامل من “الريف الغربي تحديداً”.

إذاً، فالجولاني أمام إمتحانٍ صعب على الرغم من تخلصه المرحلي من “إمتحان النمر”. يدرك “معروف” جيداً انّ وجود “الجولاني” في منطقته هو كوجود حاكمين في نفس مقر الحكم، ما يتوجب إزالة أحدهمان لتفرّغ الأخر للحكم بهدوء، وعليه، فإن الحل الوحيد هو “إخراج” الجولاني من المشهد قبل ان “تفوح رائحة” وجوده فيها ما سيترتب عليه التالي:

اولاً، فتح “جبهة الريف الغربي” نحو معركة لاحقة مع الجيش السوري بسبب وجود الجولاني فيها.

الثاني، فتح شهية تنظيم “داعش” أكثر للتمدّد إلى “الريف الغربي” بسبب وجود الجولاني ومحاولة التخلص منه أو محاربته لعدم تمكينه من بناء نفوذ قوي.

الثالث، ان وجود الجولاني وجماعته ستؤثر سلباً على حركة “جبهة ثوار سوريا” وبالتالي على تحالفها “المسلح” الغير معلن مع “الغرب” المبني على سيطرتها على هذه المنطقة تحديداً، كما على قوتها العسكرية التي سيتم تهديدها بشكل فعلي.

وعليه، فان “الجولاني” بات بشكل تهديداً متعدّد الأوجه لـ “جبهة معروف” التي لا بد لها أن تتحرك لتدارك القادم. الجولاتي، وفق مراقبون، دخل عنق الزجاجة و”جبهته” في إنحدار دراماتيكي واضح خصوصاً في الجبهات “داخل سوريا” ما سيترتب عليه الكثير ميدانياً، ودفع أثمان كبرى.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock