تلغراف

قادة “النصرة” يأكلون “المشاوي” وأهل الغوطة جائعون

تشهد غوطتي دمشق الشرقية والغربية معارك إشتدت في الايام الماضية، مع تفاقم الحصار على الغوطة الشرقية التي تفتقد بشكلٍ شبه كامل للمواد الغذائية الاساسية بفضل قيام عناصر “جيش الاسلام” بإستغلال المساعدات وبيعها بإسعارٍ مرتفعة.

هذا الامر الذي تطور في الاسابيع الماضية وخرج على إثره سوريون من ابناء الغوطة بمظاهراتٍ طالبت برفع الحصار والحد من سلطة “جيش الاسلام” ومجلس “القضاء الشرعي” الذي يقوم بإستغلال المواد الغذائية وبيعها، لكن الأبرز، كان المشهد الذي ظهر فيه أحد شرعيي “النصرة” المدعو “أبو تراب الاردني” في مشهدٍ يكشف عن الرفاهية التي تعيشها الارهابيون.

وظهر المذكور في صورةٍ وهو يشارك بحفل مشاوي لتعبئة “كرشه” في إحدى مناطق الغوطة، بينما يرزح سكانها تحت الجوع وقلة المواد الغذائية!!!.

قادة-النصرة-يأكلون-المشاوي-وأهل-الغوطة-جائعون

ميدانياً، شهدت الغوطة الشرقية عمليات قصف قامت بها مقاتلات الجيش ، وتركزت مناطق دوما، الشيفونية، دير العصافير، زبدين، بالا وعين ترما، بالاضافة إلى حتيتة الجرش ومزارع الحتيتة، مستهدفة مواقع مسلحين. في هذا الوقت، شهدت أطراف “دوما” من جهة تل كردي معارك بين الجيش السوري ومسلحين من “جيش الأمة”، توازياً مع معارك أخرى مع “جيش الإسلام” على محاور بلدة الريحان.

كما شهدت قرى شرق ميدعا وحوش نصري معارك وعمليات قصف بين الجيش والمسلحين، في وقتٍ تتحدث معلومات اخرى عن معارك محدودة جرت من جهة شمال شرق بلدة زبدين إنطلاقاً من محاور بلدة المليحة.

في هذا الوقت، تحدثت مصادر ميدانية عن كمائن تقوم بها وحدات الجيش من جهة دوما، لقطع الطريق على قيام المسلحين بمحاولة قطع الطريق الدولي كما تفعل على اوتستراد السلام في الغوطة الشرقية.

وفي الغوطة الغربية، دمر الجيش السوري نفقاً كان يستخدمه المسلحون في مدينة “داريا” ما اسفر عن مقتل عددٍ منهم. وفي خان الشيخ، شهدت هذه الاخيرة إشتباكات تركزت من جهة أوتستراد السلام، فيما قامت وحدات الجيش بعملية عسكرية لقطع الوصل بين البلدة وبلدة “الكسوة” التي تدعم فيها وحدات الجيش مواقعها العسكرية خصوصاً من جهة مقر اللواء 75.

وفي الغوطة الغربية ايضاً، من الجهة القريبة من منطقة ريف القنيطرة، تشهد محيط بلدة حسنو غرب مدينة سعسع محاولات هجوم من قبل المسلحين تصدت لها وحدات الجيش السوري. المعارك على هذا المحور لم تتوقف لايامٍ، حيث تحاول الجماعات المسلحة المشكلة بغالبيتها من “جبهة ثوار سوريا” من السيطرة على هذه البلدة والاقتراب من “سعسع” التي تعتبر نقطةً اساسيةً للجيش السوري في هذا الجزء من ريف دمشق.

وفي سياقٍ متصل، قال مصدر متابع أكد لصحيفة «الأخبار» أنّ سعسع معظمها هادئ والاشتباكات تدور في الجهة الغربية. هجوم المسلحين جاء رداً على محاولة الجيش قطع طريق إمداد رئيسي يوصل إلى مجموعاتهم في قرى سفح جبل الشيخ مواد غذائية، ما يؤدي إلى استماتة مقاتلي «جبهة ثوار سورية» و«كتيبة المثنى» للسيطرة على بلدة حسنو.

وقال مصدر ميداني وصف العمل بمحاولة فتح بوابة جغرافية في خط الوسط ما بين خان أرنبة في ريف القنيطرة وخان الشيح في ريف دمشق، «وأية نتائج تحقق على الأرض لمصلحة المسلحين تأتي في إطار عمل يهدف للوصل إلى تل الشحم الاستراتيجي المسيطر عليه من قبل قوات الجيش السوري، ويتوسط ما بين تل الشعار في ريف القنيطرة الجنوبي وتل الكابوسية في الريف الجنوبي الغربي لدمشق»، أبرز التلال الحاكمة.

في موازاة ذلك، تشكل بلدة خان الشيح عقدة وصل استراتيجية، محاور اتصالها الجغرافية بريف درعا الشمالي تصلها أيضاً ببئر القصب بداية البادية السورية شرقاً. أحد المصادر المتابعة يصفها بعقدة ربط جغرافي تشبه مثلث الحمة في نهاية درعا الجنوبية الذي يصلها مع إربد الأردنية وسمخة الفلسطينية. ويعتبر المصدر أنّ عملية تحرير خان الشيح وطرد المجموعات المسلحة منها مرتبطة بشكل أو بآخر بتحرير قرى القنيطرة، وتنعكس مباشرة على الغوطة الشرقية، نتيجة الارتباط ببئر القصب (نقطة الارتكاز التي تمر عبرها المجموعات المتسللة من البادية أو الأردن نحو الغوطة).

وخان الشيح، رأس الهرم في الحراك المسلح بالريف الجنوبي الغربي لدمشق، باتت تشكّل خطراً حقيقياً على أوتوستراد السلام الذي يصل دمشق بالقنيطرة. محاولات التسلّل لقطع الطريق الاستراتيجي تحدث بنحو شبه يومي. وحدات حماية الطريق من الجيش السوري أفسحت المجال لمجموعة تقدمت من طريق الزهور غربي البلدة صباح أول من أمس، حيث سقطت المجموعة في كمين أعده الجيش، حسب مصر ميداني.

الرد المواجه لعمليات التسلل يأتي من خلال تنفيذ عمليات تفخيخ وتفجير للأبنية المطلة على الطريق. ويشير مصدر متابع إلى أنّ المحاولات الأعنف لاختراق الطريق الاستراتيجي تتزامن مع المواجهات في محيط سعسع، ما يفسر إصرار المسلحين على وصل خان الشيح بقرى سفح جبل الشيخ مباشرة، ويقدر الخطر الباقي على طريق السلام بنسبة 10 بالمئة بسبب النتائج الإيجابية للعمليات في الأيام الماضية.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock