اقتصاد

صناعيون يطالبون بعدم دعم الشركات السورية الموجودة في الخارج

أجبرت الأزمة الحالية عشرات الصناعيين لمغادرة سورية وإقامة منشآت جديدة في مصر والأردن وتركيا، وبالمقابل استمر عدد من الصناعيين بالعمل داخل سورية مع مواجهة صعوبات بالغة للاستمرار بالإنتاج وتصريف البضائع مع ضعف القوة الشرائية للمواطن، وبات التصدير هو المنقذ لهؤلاء الصناعيين لكنه ليس سهلاً وبحاجة لدعم من الحكومة.

ويتم الدعم الحكومي لعملية التصدير عبر “هيئة تنمية وترويج الصادرات” و”اتحاد المصدرين”، ويأتي بطريقتين رئيسيتين هما: الدعم النقدي من خلال حجم التصدير، والذي يذهب لدفع رسوم التأمينات الاجتماعية للعمال وتسديد فواتير الكهرباء، لأن الغاية من الدعم هو استمرار العمل وضمان حقوق العمال والدولة، ويقدم الجزء الآخر من الدعم عن طريق المعارض الخارجية، حيث تتحمل الهيئة والاتحاد نحو 50% من قيمة المشاركة في هذه المعارض.

وبات عدد كبير من الصناعيين والمصدرين مستائين من فتح باب المشاركة في هذه المعارض، وخاصة المحدودة الحجم، أمام الصناعيين المقيمين خارج سورية الذين يشاركون في هذه المعارض ويحصلون على الدعم، وبالتالي يأخذون فرصة الشركات العاملة داخل سورية، والتي هي الأجدر بالدعم وخاصة في الظروف الحالية التي لاتساعدها على العمل.

صناعيون-يطالبون-بعدم-دعم-الشركات-السورية-الموجودة-في-الخارج

شركات خارج سورية تسيطر على المشاركة بـ”غلفود”

أوضح عدد من المشاركين في “معرض غلفود دبي”، الذي يعد أحد أهم المعارض العالمية في مجال الصناعات الغذائية، لـ”الاقتصادي” أنه لايمكن زيادة مساحة المعرض المخصصة للشركات السورية نتيجة كثافة المشاركات العالمية، حيث تبلغ مساحة الجناح السوري نحو 150 متراً، وخلال المعرض القادم ستشارك 15 شركة سورية في المعرض.

لكن المفاجأة كانت بمنح “شركة الدرة” جناحاً بمساحة 48 متراً، وهي تعادل ثلث مساحة الجناح السوري، رغم أن الشركة باتت تنتج كافة أصنافها الغذائية في إربد الأردنية، ومعظم منتجاتها الموجودة في الأسواق مدوّن عليها “صنع في الأردن”، والشركة تؤكد هذا الكلام، ومع ذلك أعطيت هذه المساحة رغم أن عدة شركات أخرى، كـ”شركة فروستي للصناعات الغذائية”، طالبت بزيادة المساحة المخصصة لها في المعرض مع التوسع الكبير في إنتاجها ضمن سورية وزيادة صادراتها لدول العالم.

ولفتوا إلى أن هناك عدة شركات أخرى رغبت بالأمر نفسه، كـ”شركة بيتنجانة” و”شركة مكي”، ما أثار استياء كافة الشركات المتواجدة في سورية والمشاركة في المعرض، والتي قرر “اتحاد المصدرين” مشاركتها في مساحات متساوية، وهي 9 أمتار لكل شركة، وهو ما اعتبروه إجحافاً بحقهم، مشيرين إلى أن هناك شركات أخرى تضع عناوينها خارج سورية، وتشارك ضمن الجناح السوري، وهو أمر غير مبرر وينعكس سلباً على المصنعين داخل سورية.

صناعيو الألبسة يتفقون على إلغاء الدعم للمنتج خارج سورية

أثارت المشكلة نفسها صناعيي الألبسة، حيث أشار رئيس لجنة مصنعي ومصدري الألبسة الولادية، أكرم قتوت، لـ”الاقتصادي” أن الصناعيين السوريين هم الأجدر بالدعم نتيجة معاناتهم في تأمين المواد الأولية، وارتفاع أسعار الطاقة وكافة مستلزمات الإنتاج، وندرة اليد العاملة الخبيرة.

وأمام هذه العقبات كلها، لابد من دعم الصادرات والمشاركة في المعارض الخارجية حتى تبقى الصناعة السورية على قيد حياة، وللحفاظ على العمال، أما من يصنع خارج سورية فهو يعمل بظروف طبيعية ويشارك في عدة معارض ولامبرر لتقديم الدعم له خلال الفترة الحالية.

هيئة الصادرات لاتفرق بين المنتج داخل وخارج سورية

أكد مدير عام “هيئة تنمية الصادرات”، إيهاب اسمندر، لـ”الاقتصادي” أن قانون الهيئة لايفرق بين الشركات الموجودة داخل وخارج سورية، طالما أنها في الأساس مسجلة في سورية، ولا مشكلة في كونها تنتج نسبة كبيرة من إنتاجها في دول أخرى، وليس من صلاحيات الهيئة البحث في أماكن إقامة هذه الشركات.

وقال: “نحن ندعم هذه الشركات وفق بيانات التصدير التي تأتينا من الجمارك، أما بالنسبة للدعم للمشاركة في المعارض، فهو مفتوح للجميع، ولايمكن قصره على شركات معينة لأن لها معامل خارج سورية، ولامشكلة في تخصيص شركة الدرة بمساحة كبيرة في معرض غلفود طالما أنها رغبتها، لكننا قد لاندعم كامل مساحة الجناح بل قد نكتفي بدعم نصف المساحة، ولا أجد مبرراً لانتقاد هذا الموضوع من قبل الشركات الأخرى المشاركة في المعرض”.

اتحاد المصدرين : لا دعم للمعامل خارج سورية و”غلفود” استثناء

وأوضح رئيس لجنة المعارض في اتحاد المصدرين السوري، مازن حمور، لـ”الاقتصادي” أن الدعم يجب أن يتوجه بشكل أساسي لمن يعمل داخل سورية، فغاية الدعم هو استمرار المنشآت بالعمل والحفاظ على اليد العاملة السورية.

وقال: “بناء على ذلك، سيكون دعمنا فقط لهذه الشركات، وقد تم الاتفاق ضمن لجنة المعارض على اقتصار المشاركة في بعض المعارض ذات المساحات المحدودة على الشركات التي تصنع كامل إنتاجها داخل سورية، وسنسعى للتأكد من ذلك، ومن هذه المعارض معرض الألبسة السورية المقرر إقامته في بغداد، وفي المقابل ستفتح المشاركة للجميع في المعارض الضخمة، كمعرض سيريامودا بيروت، لكن دون أي دعم، وهذا ماتم التوافق عليه مع لجان مصدري الألبسة في الاتحاد”.

وأضاف قائلاً: “بالنسبة لمعرض غلفود، فيمكن اعتبار الدورة الحالية استثناء فيما يتعلق بإعطاء مساحة كبيرة لشركة الدرة التي تصنع خارج سورية، وذلك بناء على طلب الشركة التي دفعت مبالغ طائلة لتجهيز ديكور الجناح، ولايمكن التعديل في فترة قصيرة، لكننا ضمن لجنة المعارض في الاتحاد، توافقنا على عدم تقديم الدعم لهذه المشاركة، كما أن الأمر لن يتكرر في المعارض المقبلة، وقد وافقنا على فتح باب المشاركة لكافة الشركات السورية الراغبة بذلك، وتم توزيع المساحة المتوفرة وهي صغيرة بالتساوي على هذه الشركات”.

سيريان تلغراف | الاقتصادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock