بلدنا اليوم

أنقرة تخنق فرحة نازحي عين العرب بالنصر وتمنعهم من العودة إليها

تتبلور في الأجواء أزمة حول عودة نازحي عين العرب من الذين فروا إلى تركيا عقب سيطرة تنظيم داعش على مدينتهم ويتحضرون للعودة إليها بعد طرد التنظيم منها مؤخراً.

وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أمس أن الحدود بين تركيا وسورية لا تزال مغلقة بالكامل قبالة مدينة عين العرب بعد يومين على انتصار وحدات حماية الشعب على متطرفي داعش. وقال مسؤول في الهيئة الحكومية التركية المكلفة الأوضاع الطارئة، رافضاً الكشف عن اسمه: «لن نسمح بدخول أي لاجئ حتى إشعار آخر”.

أنقرة-تخنق-فرحة-نازحي-عين-العرب-بالنصر-وتمنعهم-من-العودة-إليها

ونشرت السلطات التركية عناصر من الدرك والجنود في محيط مركز مرشد بينار الحدودي على بعد كيلومترات من مدينة سوروتش المقابل لعين العرب بهدف منع أي دخول للاجئين.

والثلاثاء استخدمت قوات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد مجموعات من الأشخاص كانت تقترب من الحدود فيما احتشد آلاف المتظاهرين قرب مركز مرشد بينار الحدودي للاحتفال باستعادة المدينة التي كان تنظيم داعش يسيطر على أجزاء منها.

وعمدت السلطات التركية الأربعاء إلى نقل مئات المهجرين السوريين من أماكن إقامتهم الحالية نحو مخيم جديد فتح قبل أيام قرب سوروتش بقدرة استيعاب تصل إلى 35 ألف شخص.

وهذا المخيم هو الأكبر الذي تقيمه تركيا على أراضيها لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم.
وتعاني مدينة عين العرب من دمار شامل، حسب مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية الذين تمكنوا من الدخول إلى المدينة أمس.

ولم يتبق في الجزء الشرقي من المدينة الذي بات تحت السيطرة التامة لمقاتلي وحدات الحماية الشعبية، سوى الركام والمباني المتداعية بسبب عنف المواجهات والضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ومنيت الأحياء الغربية بأضرار أقل حيث أمكن مشاهدة بعض السكان المدنيين، وفق وكالة الأنباء الفرنسية الذين دخلوا المدينة بعدما فتحتها القوات الكردية لفترة وجيزة أمام الصحفيين.

وعند عدة مفترقات طرق في المدينة، كانت مجموعات من مقاتلي وحدات حماية الشعب بلباس شبه عسكري ترحب بوجود الصحفيين عبر إطلاق الرصاص في الهواء ورفع شارات النصر.
وعم الهدوء كل أقسام المدينة والتي خلت إلى حد كبير من سكانها.
وتابعت وحدات حماية الشعب تحرير ما تبقى من ريف عين العرب من مسلحي داعش.

وفي هذا السياق، تمكنت وحدات حماية الشعب والمرأة من تحرير قرية كولمت ومطعم سيران على طريق حلب جنوب عين عرب ليل أول من أمس، بينما فرّ مسلحو تنظيم «داعش» باتجاه قرية «ايدقوي»، بعد أن تكبدوا خسائر في صفوفهم.

وأكد أبو ليلى القائد العسكري لكتائب «شمس الشمال» التابعة لـ«ألوية فجر الحرية» أن «داعش» الإرهابي منهار في عين العرب، ويترك أسلحته وجثثه خلفه ويفر».

وأشار أبو ليلى في تصريح لشبكة ولاتي إلى أن تحرير قرى عين العرب سيكون أسهل من تحرير المدينة، لأن في القرى هناك مسافات واسعة للهجوم والمناورة، مشيراً إلى أن تحرير القرى لن يأخذ كثيراً.

وقال الجيش الأميركي: إن الولايات المتحدة والدول المشاركة معها في التحالف الدولي شنت 13 ضربة جوية قرب عين العرب.

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان أن الغارات حول عين العرب قصفت وحدات تكتيكية لداعش وعربة ودمرت تسعة مواقع قتالية ومنطقة شن هجمات وثلاثة مبان.

وكان مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية أكد أن طرد مقاتلي وحدات حماية العشب لقوات داعش من مدينة عين العرب أوقف تقدم التنظيم المتشدد لكن ذلك لا يمثل نقطة تحول مهمة في الحملة الشاملة على التنظيم.

واعتبر المسؤول أن تقهقر داعش في عين العرب لا يعني أن «يعلن أي شخص إنجاز المهمة» في الحملة الدولية على التنظيم.

وقال المسؤول للصحفيين: «جرى استعادة 90 بالمئة من المدينة ومقاتلو الدولة الإسلامية بدؤوا الانسحاب من المدينة سواء كان ذلك استنادا لأوامر أم لانهيار صفوفهم. «مشيراً إلى أن عدد مقاتلي داعش الذين قتلوا في عين العرب يزيد على ألف. وذكر مسؤول في الخارجية البلجيكية بأن معظمهم من «الشيشان- كندا– أستراليا- بلجيكا».
وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه: «أوقفت الفكرة برمتها في كوباني (عين العرب) لهذا التنظيم الذي يزحف ويتوسع بشكل لا مفر منه».

وقال المسؤول: إن أكبر تقدم في ساحة المعركة تحقق بمجرد فتح ممر بري من تركيا إلى عين العرب ما سمح بوصول الإمدادات إلى المقاتلين الأكراد بدعم من الضربات الجوية الأميركية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان أن عودة قوات البيشمركة من عين العرب يلزمه قرار من رئيس الإقليم مسعود بارزاني.

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور لوسائل الإعلام بأن قوات البيشمركة توجهت إلى مدينة عين العرب بقرار من رئيس إقليم كردستان والقائد العام لقوات البيشمركة مسعود بارزاني، وأضاف: «والعودة من كوباني ستكون بقرار من رئيس الإقليم».

وفي أيلول الماضي، توجهت قوة مؤلفة من أكثر من 150 مقاتلاً من بيشمركة إقليم كردستان إلى مدينة عين العرب، بأمر من البارزاني، بعد موافقة برلمان كردستان.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock