مقالات وآراء

عاصفة الحزم الصهيوأعرابي وخفايا الدور “الإسرائيلي” .. بقلم نمير سعد

البعد الطائفي .. لا مناص من الخوض في قذارته. 

كم هو مخجل أن يصرخ العقل في ضمائرنا قائلاً :  في زمن الإنحطاط الأعرابي ، باتت العبرة و الميزان والمقياس في شن حربٍ من عدمها ، إلى جانب كونه إقتصادياً إستراتيجياً .. بات شكل ونوع الإنتماء الطائفي للخصم عاملاً أساسياً وحافزاً في شن عدوانٍ من عدمه ، هكذا هو الحال اليوم مع العدوان الخليجي المدعوم أمريكياً ومصرياً على اليمن، لن نتجاهل عامل الإغراء المادي ، وتسديد فواتير ” المعونات والهبات والعطايا ” من قبل لصوص النفط وملوك العار لثلة ” المقاولون القادة ” الذين يزجون بأرواح جنود جيوش بلدانهم في أسواق النخاسة ، نخاسة الضمير والأخلاق والشرف والكرامة .. ودائماً لمن يدفع أكثر ، والكلام هنا دون أدنى شك هو عن قيادات وضيعة مستعدة للإنبطاح حد لعق صنادل أصحاب الدشاديش . لن نتجاهل العامل الإستراتيجي الإقتصادي الذي كان عاملاً أساسياً وراء الدعم الأمريكي الفرنسي البريطاني لعدوان ” الكفر الإسلاموي ” . لكن الحقيقة الحقة التي تسطع أيضاً كما شمس حزيران ، هي فضيحة في حضرة الجنون واللامعقول واللامنطق ، حقيقةٌ مؤداها ، أن هذا العدوان ما كان له أن يكون لو أن القدر الإلهي شاء أن يكون الحوثيون يهوداً صهاينة ، فالإرادة في العدوان صهيونية ، والمصلحة صهيونية ، و الأدوات صهيوأعرابية ، جانبٌ آخر من الحقيقة يتساءل : ماذا لو أن من إغتصب فلسطين كان ” شيعياً صفوياً مجوسياً ” .. حينها ، حينها فقط  كان سيقدر لنا منذ زمن بعيد أن نشهد تحالفاً لأعراب الحضيض يقدم الغالي وما غلاه في سبيل تحريرها ، بعد إعلانها بحق قضيةً مركزية مقدسة لا قبلها ولا بعدها .. إنها الطائفية أيها البشر ، هي بذرة الشيطان ، هي النطفة التي دفقت في الأرحام التي يفترض أنها بشرية إسلامية عربية ، بذرةٌ أنتجت كائنات تغلفها الطائفية ، هي ذات البذرة التي غزت عقول ذات الكائنات حتى باتت الطائفية مأكلها ومشربها و شعارها ومبدأها ونهجها و بوصلتها و قرآنها و صلاتها وقبلتها الشريفة .. أي نوع من الكائنات تلك التي يكون حالها .. هذا الحال ؟؟!!

غارات-على-معسكرات-الحوثيين

حتى أنت يا ” سيسي ” !!

سألتني البارحة صديقتي ياسمين : هل يفعلها السيسي ؟ ، اعتمدت في إجابتي على محاكمةٍ سريعة في صالات العقل والمنطق ، قلت : آمل أنه لن يفعل . لم أجرؤ على النفي ولم أجرؤ على الاستبعاد الكلي لهكذا جنون ، لأنني بت كما ملايين غيري ، على يقين بأننا نعايش عصر الجنون ، وزمن المفاجآت والصدمات .  لم يدهشنا موقف المقامرالأردني سليل اليهود ساعة هرول لدخول المزاد ، فلا هو يخجل ساعة يمارس هواية جني الأموال عبر المتاجرة بالدماء ، أية دماء ، ولا هو يستحي ساعة يلهث راكضاً ليضمن تسجيل إسمه في قائمة الخونة الدائمين تحت عنوانٍ فريد وشبه حصري  .. خائن من نسل خائن . ولا نحن إستغربنا أن يقوم تحالف يهود القينقاع بتبييض صورة الشحاذ المجرم الفار البشير السوداني ، وتحويل إسمه إلى شريك في العدوان تحت قائمة المنتفعين المرتزقين النخاسين .. القادة ! . ذات الحال هو حال المليك المغربي الوضيع و الحليف الباكستاني الإسلاموي المأجور .. ففي عرف عهر السياسة .. لكل خدمةٍ أجرها ، ولكل مطيةٍ راكبها ، ولكل زمنٍ أجراؤه ، ولكل جريمةٍ “مبرراتها ” ، ولكل عمالةٍ فرصتها ، ولكل خيانةٍ دورها ووقتها وأوانها .. .

لكن ما فاجأنا ، أو ما فاجأ معظمنا على أقل تقدير ، هو ذلك الإنغماس والغوص المصري حد الغرق في بحر الجنون ، وتلك التبعية العمياء لمن يدفع أكثر ، وذاك البيع المهين للكرامة المصرية على أعتاب قصور يهود الحجاز ، وحالة الخنوع والخضوع والركوع التي هزت وجدان أبو الهول وما هزت ولا أحرجت ” السيسي” ..

 نذكر هنا قيادة وشعب ” الشقيقة مصر ” بأنها بعد إعتراض إمبراطورية قطر العظمى على قصفها للإرهاب الداعشي الذي فصل رؤوس عشرين رجلاً من المصريين عن أجسادهم .. ما أعادت الكرة و لا هي تجرأت حتى على مجرد الإعتراض على الإعتراض ، أو حتى على بعض المحاججة  !! . هي اليوم تخالف كل قواعد المنطق والعقل حين  تشارك بحربٍ مجنونة لا ناقة لها فيها ولا جمل ، مدفوعةً فقط بحالة الإنكسار والإنبطاح مقابل الهبات والعطايا والمساعدات الخليجية التي تعرف مشيخاته كيف تشتري المواقف وكيف تجذب أو تجر أقدام القيادة والجيش المصريين إلى مستنقع غارق بدماء وأشلاء الضحايا الأبرياء ، مستنقع سبق للجيش المصري أن غرق فيه في ستينات القرن الماضي وما غادره إلا والوحل ولون الدماء يصمان ويلونان بدلته العسكرية .. كان الأجدر “بالسيسي” التفرغ للتصدي للعدوان الداعشي الذي يحتل مساحات واسعة من سيناء ويمارس القتل والإرهاب في مناطق عدة من الأراضي المصرية . نسأل هنا أخيراً ” مصر السيسي ” ،، هل الإطاحة بنظام “محمد مرسي” الذي أوصلته ثورة 25 يناير إلى السلطة ، وتقديم “السيسي” من خلال الثورة على الثورة في 30 يونيو .. حلاً بديلاً للإخوان المنتمين لإخوانياتهم قبل انتمائهم للتراب المصري، هو حلالٌ عليكم فيما هو حرامٌ على غيركم . إن الحالة اليمنية مع الإخونجي “عبد ربه هادي منصور” التابع الوفي المخلص لآل خيبر ، و الأداة الطيعة في أحضان دشاديش بنو الآلات . هي ذات حالة ” مرسي المعتوه ” الصديق الوفي لصهاينة الكيان الإسرائيلي ، و التابع لحكم المرشد الأعلى لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي ! . كيف يستوي من غير ناحية أن يهاجم وزير خارجية مصر خلال  مؤتمر التآمر و الحضيض الأعرابي ما أسماه ” الإنقلاب على الشرعية في اليمن ” وهو الوزير في حكومة من إنقلب على ” شرعية الإخونجي العميل محمد مرسي ” الذي أوصلته صناديق الإنتخابات إلى سدة حكم مصر ، وكيف يستوي الأمر أن يحارب ” السيسي ” الإخوان في مصر ويحارب لأجلهم ويناصرهم في اليمن ؟!  أم أن الأمر مرةً أخرى حلالٌ عليكم .. حرامٌ على غيركم .. ، يسارع الوزير المصري إلى تقديم الإجابة ساعة قام بتذكير ” الدول المانحة ” بضرورة الوفاء بتعهداتها !! طالما أن قيادة وجيش مصر يقوم من جانبه بتسديد الفواتير المستحقة عليه !!

عن مملكة الكفر .. الصهيو- وهابية .

مملكة آل سعود، سلالة يهود القينقاع وخيبر وقريظة ، ماضٍ مشين وحاضر أسود ومستقبل هو والتيه سواء ، لم تأت من الفراغ والعبث تلك القناعة التي يتداولها ملايين البشر من أن زمن التصدع وصولاً للإنقراض قد آن له الأوان ليحل مقيماً وليس بضيف في مضارب آل سعود الحالية ، وحان وقت و مرحلة إعادة رسم الخارطة الجغرافية و البشرية والسلطوية .. صدق أحد أعضاء اللجنة الثورية لحركة أنصار الله ساعة قال : “على نفسها جنت براقش” .سوف يترتب على السعودية أن تستعد للدفاع عن أراضيها وأن تتوقع مضاعفات و تداعيات مرحلة ما بعد الهجوم المباغت ، فالعقل ينطق هنا ويقول : فيما لو طال واستطال عدوان الصهاينة الأعراب على اليمن فإن الأمر سوف يكون خدمةً مجانية لإرهابيي القاعدة الذين سيشكلون في مرحلة لاحقة خطراً داهماً لحراس النفط وناهبي الكعبة بشكل خاص ، ساعة ينقلب العبد على أسياده ، ” جميعنا يعلم أن الإرهاب الإسلاموي السلفي الوهابي التكفيري كوسيلة وأداة ومطية هو صناعة صهيونية بإمتياز فيما تمويله ودفع فواتيره المالية و شبه البشرية هو أعرابي إسلامي خليجي بالدرجة الأولى ، وأنه يعمل دائماً وأبداً لمصلحة الكيان الإسرائيلي والغرب الإستعماري الذي لن تجف يوماً شهيته ورغبته في السيطرة على مقدرات غير شعوب وأمم ، سيما العالمين الإسلامي والأعرابي . لكن تجارب الشعوب والحكومات والساسة تزخر بالأمثلة عن التنظيمات المسلحة التي خرجت في وقتٍ من الأوقات عن طاعة سيدها و انقلبت على أوامر من أنشأها وكونها ومولها ، ومارست أفعالاً ونشاطات وارتكبت حماقات في غير مصلحته ، و ذهبت في غير مرحلة إلى حد إشعال النار في جسده .

ماذا عن الدور ” الإسرائيلي ” ؟

أن يهنأ المحتل الصهيوني لفلسطين براحة البال أ,ن يعانق نتنياهو حائط المبكى و يموج جسده ويتمايل شكراً وصلاةً للرب ودعاءً  أن : ربنا زدها علينا نعمة ، قطعان بعير البادية والجمال ، أن ينتشي المحتل الصهيوني لسماع آخر الأخبار ، أن يرقص مستوطنوه على إيقاع موسيقى العار ، كأني أسمع صوت الدهشة في عقولكم يسأل : كيف يستوي الأمر أن يتكالب الأعراب على اليمن ” العروبي ” ، ويعملون في جسده خناجر حقدهم وبغضهم وكفرهم كما أعملوا قبلاً ذات الخناجر ولا زالوا في الجسد السوري ” القومي العروبي الوحدوي ” ، في الوقت الذي تصاب ذاكرتهم بالشلل، ويصاب ضميرهم بالموت السريري ، وتنتحر في صحراء وجدانهم بقايا ما كان يوماً ” أخلاقاً عربية ” ، وكيف تسجل الوقاحة في عرفهم عدم الإحراج من دفاتر التاريخ ولا من ذاكرة الشعوب، أنهم ما اجتمعوا يوماً لصد عدوانٍ إسرائيلي ، أو تحرير رقعةٍ من أراضٍ إغتصبها كيان العدو الإسرائيلي . نعم .. كانت أقوى إستعراضاتهم في مؤتمر حضيض شرم الشيخ اليوم في هذا الخصوص .. إعادة التذكير بالمرات التي دعت فيها قمم عارهم لتطبيق مبادرة ” أبو متعب ” للسلام .. قامت إسرائيل بتدمير غزة مراتٍ ومرات وأغرقتها بالقنابل الفوسفورية وما سمعوا خبراً كهذا ولا شاهدوا صورةً لضحيةٍ واحدة ، لا في غزة ولا في  جنوب لبنان أو جنوب سورية ، ولا يجدي هنا تعداد الغزوات والإجتياحات التي قام بها جيش الإحتلال في فلسطين ولبنان وسورية على مرأى ومسمع الكون بأسره إلا هم . فلا هم تحركوا يوماً ، ولا هم وجهوا بندقيةً لصدر صهيوني ولا هم أطلقوا رصاصةً بغير إتجاه حلف المقاومة .. لأنهم ببساطة ودونما تشفير أو غمزٍ و لمز, حائط السد الأول ، وجيش الدفاع الأول ، عن ماضي وحاضر ومستقبل ووجود الكيان الصهيوني ولا عجب ، لا عجب ، فالبذرة صهيونية والرحم صهيوني . هو تفسيرٌ أكثر من واضح لخلفية ما جاء في وسائل إعلام كيان العدو الإسرائيلي من أن ” العملية العسكرية في اليمن تحمل أخباراً جيدة لنا ، ونتمنى أن تنتهي نهاية إيجابية ” . ويسألونك بعد .. أين هو دور صهاينة تل أبيب ؟.

سيريان تلغراف | نمير سعد

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock