تحقيقات وتقارير

حرب سورية .. والاستراتيجية الضائعة

مع تمكن فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على مناطق جديدة في سوريا وتكثيف ضرباتها ضد الجيش، انطلقت بالتوازي معها جبهة سياسية تصعيدية.

فحين تتحول الدول إلى ملعب إقليمي ودولي تصبح قوانين اللعبة مرتكزة على أمر واحد من سيصرخ أولا والاستراتيجية الثابتة أن لا أحد يمتلك استراتيجية رغم أن للحرب قواعدها وقوانينها إلا أن ذلك لا ينطبق على الحالة السورية.

الأزمة-السورية

فبعد الهدوء الدبلوماسي الحذر إن صح وصفه والتصريحات الأمريكية بأن الحل يجب أن يكون تفاوضيا وزيارات في الخفاء والعلن لدبلوماسيين غربيين إلى القصر الرئاسي في دمشق هاهو كيري يعاود تكرار جملته الشهيرة لا مكان للأسد وترافق ذلك مع مطالب تقدم بها رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة لإنشاء مناطق آمنة داخل المناطق المحررة في سوريا كما وصفها فما الذي دفع واشنطن إلى تغيير لهجتها.

1- التطورات الدراماتيكية في الميدان حيث تسقط المناطق واحدة تلو الأخرى بيد المعارضة المسلحة ما يعكس تغيرات سياسية جمعت التوافق السعودي التركي القطري على وجه التحديد لتغيير المعادلة العسكرية بأقصى سرعة وهو ما لوحظ في السقوط السريع لإدلب وريفها ودرعا، فضلا عن الريف الحلبي في الشمال ومناطق سيطرة داعش.. والسرعة تفضي إلى السبب الثاني وهو:

2- اقتراب عقد مؤتمر جنيف ثلاثة والتحضيرات للقاءات استباقية وما تعكسه السيطرة على الأرض من أوراق قوية في التفاوض

3- عودة ظهور ما يسمى الجيش الحر وانتزاعه مناطق كانت تحت سيطرة داعش وما جرى في القنيطرة مثال على ذلك

4- عرقلة الكونغرس الأمريكي التوصل لاتفاق نووي نهائي بين إيران والقوى الكبرى وهو ما يبقي على إمكانية التصعيد ضد طهران ولكن على الأرض السورية.

5- تحالف عاصفة الحزم أو إعادة الأمل بقيادة الرياض والتهديدات المباشرة وغير المباشرة لانتقال حزم السعودية إلى سوريا وكان ذلك جليا في اجتماع لمندوبي الأمم المتحدة وحين هدد مندوب السعودية بأن بلاده لن توفر جهدا لتحقيق طموحات الشعب السوري حسب وصفه، كما أن المتابع للكتاب السعوديين يرى أنهم يمهدون ربما الرأي العام الداخلي والدولي للقيام بمهمة كهذه.

الوضع في سوريا بات أقرب إلى الملهاة التاريخية التي أضاع كاتبها عقدة الحل وتاه في تفاصيل المشاهد أما متى سترخى الستارة فلا أحد يعرف، لكن الواضح أن هذه الستارة أثقلت بدماء مئات الآلاف من السوريين.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock