بلدنا اليوم

حكايات من تدمر .. عن النصر والنجاة من الموت والحياة

ترافقك عند دخولك المدينة التاريخية، خيالات، وتصورات، ترى ماذا لو دخلت داعش إلى هنا ؟ ، وساوس لا يبددها سوى هدير طائرت الجيش العربي السوري، وهي تقصف فلول التنظيم الإرهابي المهزوم. الجيش العربي السوري والقوى التي تؤازره، وحدهم من أطلقوا صافرة النهاية في معركة تدمر ، فرحة النصر كانت مشوبة بالحزن على شهداء مجزرتي المساكن والعامرية ، التي ارتكبها تنظيم “داعش” بحق المدنيين .

يتأكد من يزور المدينة أن أحياءها؛ أحياء المدينة و المدينة الأثرية والمتحف الوطني ودائرة السياحة وعدد من المؤسسات الحكومية عادت للحياة ، ليس هناك ما يدل على الحرب سوى النازحين وصوت الاستهدافات المدفعية والصاروخية التي ينفذها الجيش العربي السوري ضد عناصر التنظيم المتطرف خلف التلال المحيطة بالمدينة الأثرية وأطراف الحي الشمالي .

حكايات-من-تدمر

قائد ميداني قال لتلفزيون الخبر إن ” هناك محاولات مستميتة من قبل ” داعش ” لنشر أعلامهم في أي مكان من تدمر وقد حصل معنا أن عناصرنا شاهدوا وجود علم لـ”داعش” على أطراف المدينة فقمنا بمداهمة المكان المذكور فلم نجد أحداً في الداخل “

وتابع شارحاً ” أي بمعنى آخر أنهم تسللوا إلى المكان المذكور ووضعوا علمهم وهربوا في محاولة لايهام الناس بأن “داعش” يتجول في المدينة وهذا مالايمكن أن نسمح به رغم ان هذه المحاولة تكررت عدة مرات ” .

واضاف القائد الميداني بلهجة حازمة إن ” هناك واجباً علينا وهو حماية المدينة وأهلها، ونحن قدمنا شهداء في معارك تدمر وسنقدم المزيد على أن يبقى علم الجمهورية العربية السورية هو العلم الوحيد الذي يرفرف فوق أبنيتها”

النازحون، فقراء من الحي الشمالي والعامرية، نجوا من الموت ولكنهم لم ينجوا من الحياة، يقول رجل سبعيني التقاه تلفزيون الخبر في مدرسة الملكة زنوبيا والتي أصبحت مركزا للإيواء “خرجنا بثيابنا إثر هجوم “داعش” على منازلنا وتخريبها ولا نملك شيئاً الآن ونحتاج المزيد من الدعم الإغاثي “

وتابع ” نحن لا نخاف داعش ونقولها بفم ملآن, نحن مع الجيش العربي السوري, الجيش الذي يقاتل فيه أولادنا ضد هذا الفكر التكفيري الاجرامي “.

مواطنون في الشارع يحملون ” بيدونات مياه ” لتعبئتها من الصهاريج العسكرية بعد أن خربت ” داعش ” الآبار التي تغذي المدينة وقطعت عنها الكهرباء ، استوقف تلفزيون الخبر أحدهم ، فقال على عجالة “نذهب إلى حواجز الجيش والمواقع العسكرية فنقاسمهم المياه رغم قلتها ” .

وخلال جولة تلفزيون الخبر ، كان هنالك رجل أسمر، عيناه لامعتان، يرتدي زياً عسكريا ظهرت عليه اثار المعارك ، جندي في الجيش العربي السوري من مدينة دير الزور ، يقول الرجل الأسمر : ” فقدت أطفالي الستة وزوجتي في المساكن العسكرية بعد اقتحامها من قبل داعش , ثم تمكنا من دخولها مجددا ضمن قوة الجيش التي هاجمتهم “

يتوقف لبرهة ثم يتابع ” فدخلت إلى منزلي ووجدت أطفالي الستة وزوجتي وأطفال جاري الأربعة أيضا جميعهم ذبحوا ذبحاً , فأغلقت الباب وعدت إلى رفاقي في الجيش ، رويت لهم ما رأيت ، فبكوا ، وبكيت “

ويتابع بحزم : ” قبضت على بندقيتي وتعهدت ألا أعود إلى منزلي إلا بعد أن أطهر المدينة منهم ” ، لدى محاولة التخفيف عن الرجل المقاتل، قال بلهجته الديرية المحببة: ” يا خوي لاتفكرني ضعيف, أنا عسكري والعسكري مايكون ضعيف “.

وفي مجلس مدينة تدمر التقى محافظ حمص واللواء أكرم بصو وعدد من الضباط القادة برئيس المجلس وعدد من مديري المؤسسات الخدمية ، واستمعوا أيضاً لاحتياجات المواطنين وشكاويهم بخصوص المياه والخبز والمواد الاغاثية والطبية والمحروقات.

ووجه المحافظ المديرين المعنيين في المحافظة وفي تدمر بضرورة تلبية كافة احتياجات المواطنين ، وشدد على ضرورة توفير المواد الغذائية والطبية للمقيمين في مراكز الإيواء المؤقتة .

سيريان تلغراف | الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock