قضايا ومجتمع

حفيد مؤسس “الإخوان المسلمين” : أوروبا تحتاج الشريعة الإسلامية

قال طارق رمضان المفكر الإسلامي الأوروبي البارز وحفيد حسن البنا في مقابلة مع موقع إلكتروني روسي إن أوروبا بحاجة إلى الشريعة، واعتبر أن موجة الهجرة إلى أوروبا ليست ظاهرة تلقائية.

وأوضح رمضان المقيم في جنيف والذي زار موسكو ليلقي محاضرة حول كتابه “على خطى النبي” بمناسبة نشره باللغة الروسية، في مقابلة مع موقع “لينتا رو” الإخباري: “إن أوروبا بحاجة إلى الشريعة: لأن الشرعية لا تتعارض بأي شكل من الأشكال مع دساتير الدول الأوروبية وقوانينها”.

طارق-رمضان

وتابع: ” الأمر يتعلق بوجهة النظر. الشريعة تدعو للمحبة بين الناس وإلى المحبة المتبادلة – فهل يتعارض ذلك مع المبادئ الأوروبية؟ لا!”.

وفي محاضرته في جامع موسكو الكبير يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني، قال رمضان إن الشريعة ليست “القانون الأعلى”، بل هي طريق العودة إلى المصدر. وشدد على أن العدالة ليست هدف نهائي أيضا، بل هي طريق للعودة إلى قيم أكثر عمقا، مضيفا أن الهدف النهائي للإسلام يتمثل في تحقيق السلام الداخلي للإنسان.

وأردف قائلا: “إننا نريد أن نسمي أنفسنا مسلمين وأن نحاكم الآخرين، لكننا لا نريد أن نتعلم!”.

واعتبر أن المسلمين أنفسهم بتركيزهم على تقسيم الأشياء إلى “الحلال” و”الحرام” يضيقون نطاق الإسلام، بدلا من العمل على تعزيز الروابط الروحية بالله.

رمضان: الإسلام الحقيقي يمثل خطرا على “داعش”

وذكر رمضان في مقابلة مع “لينتا رو” أن هناك أصواتا كثيرة تدعو إلى “إصلاح الإسلام”، لكنه أكد أن هذه الدعوات محكوم عليها بالفشل، لأن “الإسلام موحد”. واعتبر أن محاولة استخدام مبادئ الإسلام في سياق قواعد اجتماعية ما تعد خطأ، وذلك لأن مثل هذه المحاولات تأتي عادة استجابة لنظريات ما لبعض العلماء المسلمين الذين لا تفهم لهم للإسلام الحقيقي أو للعالم المعقد حولهم.

وأكد رمضان أن معاهد التعليم الإسلامي في الدول العربية وفي الغرب بحاجة إلى الإصلاح فعلا، لكي يكون بإمكانها التصدي لدعاية تنظيم “داعش” والمتطرفين الآخرين. وأقر بأن هناك علماء وشخصيات إسلامية يفسرون القرآن والنصوص الإسلامية الأخرى بطرق خاطئة تماما، ما يؤدي إلى انتشار أيديولوجية التطرف.

وأردف قائلا: “يمثل الإسلام الحقيقي فعلا الخطر على أولئك الذين يحاولون التحكم بالمسلمين. وعلى سبيل المثال على أولئك الذين يتحكمون بتنظيم “الدولة الإسلامية” ويحاولون استبدال الدين بمصالحهم القذرة”.

وأردف: “إن تنظيم “الدولة الإسلامية” يستغل الإسلام كستار من أجل التحكم بالناس وتحقيق أهدافه السياسية”. وفي الوقت نفسه قال رمضان إنه لا مفر من الاعتراف بالطابع الإسلامي لهذا التنظيم، على الرغم من تخليه عن جزء هائل من مخزون المعارف الذي تراكم جراء جهود العلماء المسلمين على مدى القرون.

وشدد قائلا: “إن أسباب ظهور التنظيم سياسية بحتة. ولذلك لأن كل ما يعمله الغرب في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة يؤدي إلى إختفاء بعض الدول مثل العراق وزعزعة الاستقرار بشكل نهائي. ويفقد الناس الثقة بالحكومات ويجدون الملجأ في تفسير مبسط لتعاليم الإسلام، على غرار التفسير الذي يعتمد عليه “داعش”.

ووصف رمضان أولئك الذين يقفون وراء تنظيم “داعش” بأنهم أشخاص بالغو التهذيب يستخدمون مواهبهم في البلاغة وما يملكونهم من المعارف الدينية من أجل تحقيق أهداف سياسية.

وأوضح: “على سبيل المثال، ظهور اللاجئين في أوروبا لم يكن تلقائيا. ويبدو لي أن علينا أن نكرس وقتنا لكي ندرك من هم أولئك الذين يصب  في مصالحهم وصول اللاجئين. إن اللاجئين أنفسهم ليسوا مذنبين، لكن من الواضح أن هناك من يستغلهم لخلق مثل هذا الوضع”.

ووصف رمضان التطورات الأخيرة بأنها “تسير بسيناريو غريب جدا”، لافتا إلى القضايا تظهر في الدول الغنية بالنفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى، مثل العراق وليبيا وأفغانستان واليمن والنيجر.

وتابع: “أليس غريبا أن داعش يظهر فقط في الدول التي لديها ما يمكن بيعه”.

واعتبر أن إرهابيي “داعش” نجحوا في تحقيق هدف حرص عليه العديد من زعماء الشرق الأوسط، وتحديدا في إعادة ترسيم الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكل بيكو، مشيرأ إلى إزالة الحدود بين العراق وسوريا على سبيل المثال جراء جهود “داعش”.

وبشأن موقفه الشخصي من جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها جده حسن البنا، قال رمضان أنه ليس عضوا في الجماعة، لكنه لا يؤيد قرار حظرها في مصر. وتابع أن مواقفه الشخصية من قضايا الإسلام وشؤون الشرق الأوسط، جعلته شخصية غير مرغوب فيها ليس في مصر فحسب، بل في 9 دول عربية أخرى، فيما ذهب المتطرفون إلى أبعد من ذلك وأعلنوا عن مكافأة مالية مقابل رأسه.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ليت طارق الزم نفسه بروح الدين التي يناقضها فكره و فكر من كان على شاكلة الاخوان، ليت شعري، لمن يحكي هذا الكلام، سوريا تعاني من ويلات و محن خلفها فكر الحركات “الاسلاموية” فكر فعل في العرب و المسلمين ما لم يكن أعداء الدين يحلمون به، ألا يستحيي، لو كان صادقا، لتبرأ من هذا الفكر الاعوج و انقذ ما يمكن إنقاذه من ضحابا هذا الفكر المتطرف، و فوت فرص التخريب و الشتيت و التقسيم على الدول الداعمة للإرهاب، أم أنه يخدم اجندات مستقبلية، ربما أفهم أن الغرب اليوم تفطن لأفول فكر الحركات الاسلاموية ويبحث الآن عن بديل لأحياء الفكر الخبيث أو إستمراره ولو لحين.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock