عالمي

محللون : محاولة الانقلاب في تركيا تهدد حرب واشنطن ضد “داعش”

رجح محللون أن تعوق محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا جهود الولايات المتحدة في محاربة تنظيم “داعش”.

ويؤكد هؤلاء أن محاولة الإنقلاب هذه تقوض أهدافا أخرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بإضعاف الديمقراطية وإثارة اضطرابات طويلة في تركيا.

وأعلنت الولايات المتحدة رسميا وقوفها بجانب حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، رغم أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن متعثرة.

جنود-أمريكيون-في-شمال-العراق

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة “تتابع الولايات المتحدة بقلق عميق الأحداث التي تتكشف في تركيا”.

وفي وقت لاحق أكد كيري دعم واشنطن “المطلق” للحكومة الديمقراطية خلال اتصال هاتفي بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو.

ويقول محللون إنه مهما كانت نتيجة المحاولة الانقلابية، فإن تركيا، حليفة الولايات المتحدة، ستواجه من الآن فترة اضطراب سياسي واقتصادي. وقد يصرف ذلك انتباه الجيش التركي وقوات الأمن عن منع هجمات مثل تلك التي نسبت في الآونة الأخيرة لتنظيم “داعش”، وأيضا القتال ضد التمرد الكردي ووقف انتقال مقاتلين أجانب عبر الحدود من وإلى سوريا.

وقال، بليز ميزتال، الخبير في مركز “بيبارتيسان بوليسي” إنه من المنظور الأمريكي فإن “أسوأ السيناريوهات هو انقلاب فعال يدفع تركيا إلى صراع طويل على السلطة”.

وأضاف “وانقلاب يجهض سريعا، ويلقى مقاومة ضعيفة سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار. لكن انقلابا جزئيا أو غير ناجح سيؤدي إلى اضطراب أكثر في المستقبل”.

وتملك تركيا، وهي الجسر بين أوروبا والشرق الأوسط، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، وأكبر اقتصاد في المنطقة.

ورغم وجود تاريخ من الانقلابات العسكرية في تركيا، فإن البلد الذي يقطنه 75 مليون نسمة أقدم ديمقراطية بالمنطقة، وساعد في توطيد الاستقرار في جنوب شرق أوروبا وفي الشرق الأوسط.

وقال بروس ريدل الباحث بمعهد بروكنغز والمحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “هذا قد يكون واحدا من أصعب التحديات أمام إدارة أوباما. تركيا مستقرة أمر ضروري للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز. وتركيا ديمقراطية حتى وإن كانت معيبة ضرورية لأي آمال للإصلاح الاقتصادي في الشرق الأوسط”.

وتستضيف تركيا منشآت عسكرية مهمة أمريكية وأخرى تابعة لحلف الأطلسي، ومنها قاعدة إنجيرليك الجوية التي تنطلق منها مقاتلات وطائرات من دون طيار أمريكية لضرب تنظيم “داعش” في سوريا المجاورة، وقاعدة تابعة للمخابرات الأمريكية تدعم منها الوكالة عناصر المعارضة السورية المسلحة، ومنظومة إنذار مبكر تخص منظومة الدفاع الصاروخي الأوروبية التابعة للحلف.

وكان من المقرر مشاركة تركيا في اجتماع بواشنطن خلال أيام للتحالف التي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، ولم يتضح هل ستؤثر محاولة الانقلاب عليه أم لا.

وانتقد مسؤولون أمريكيون تسلط إردوغان المتزايد ودعم تركيا لجماعات المعارضة في سوريا والوتيرة البطيئة في غلق حدودها أمام المقاتلين الأجانب.

من جانبه، غضب إردوغان من الدعم الأمريكي للأكراد السوريين الذين يقاتلون تنظيم “داعش” والذين يعتبرهم الرئيس التركي حلفاء حزب العمال الكردستاني.

وقال ماثيو بريزا السفير الأمريكي السابق في أذربيجان والمستشار السابق للشؤون التركية في البيت الأبيض: “النقطة الأساسية هي أن الإدارة (الأمريكية) ستدعم دوما حكومة منتخبة ديمقراطيا في هذا الموقف”.

وقال جونول تول مدير مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط إن المصالح الأمريكية ستعاني بصرف النظر عن نتيجة محاولة الانقلاب.

وأضاف قائلا “إذا فشل الانقلاب ستقوى قبضة إردوغان وسنرى المزيد من أجندته السلطوية، وإذا نجح فهذا يعني مزيدا من الاضطراب في الداخل التركي”.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock