قضايا ومجتمع

نجلا وفا المصرية التي أغضبت الأميرة

قضية أخرى عادت من جديد لتوتر العلاقات المصرية السعودية، هي المصرية “نجلاء وفا” التي تم القبض عليها بسبب خلاف مع أميرة سعودية وحُكم بجلدها بتهمة الزنا، في هذه القضية لم يُسمح للمتهمة بتوكيل محام عنها، كما أن التشكيك برواية الأميرة السعودية كان أشبه بالمحرمات، وتخفي رواية أخرى تحكي قصة انتقام أميري لعبدة مأمورة، تماما كما يعامل كثير من المصريين في مملكة آل سعود.

أكدت السيدة نشوى وفا والدة المعتقلة نجلاء وفا ان سبب الازمة هو تطور العلاقة التجارية بين ابنتها و الاميرة حيث تقدر الان بـ “12 مليون ريال سعودي ” النصف ملك لنجلاء والنصف الأخر للأميرة السعودية.

و أضافت : ” ما حدث أنهم قالوا لإبنتها ليس لكي شيئاً، وهنا بدأ الصراع بتلفيق التهمة لإبنتها بالاعتداء علي الاميرة، اضافة الي نشر شائعات عن مواقعتها لرجل غريب “.

ومن جهته اتهم الدكتور يحيى وفا والد نجلاء، أميرة من آل سعود بالاستيلاء على شركة أسستها أبنته في السعودية لتنسيق الزهور وعمل الديكورات، بعد أن أجبرتها على الدخول معها كشريكة، عندما بدأت الشركة تحقق نجاحاً تجارياً كبيراً.

ونفى والدها ما أشيع عن إدانة إبنته بتهمة الخلوة غير الشرعية، وقال إن القضية عبارة عن خلاف تجاري، وإن الأميرة السعودية اعطت ابنته شيكاً بمليوني ريال لتجهيز مطعم في منطقة راقية بالرياض، وأنه عرض إعادة هذا المبلغ إلى الأميرة مقابل الافراج عن ابنته إلا أنهم رفضوا، وأنه تلقى تهديدات من محامي الأميرة بأنها ستحرض جهاز أمن الدولة في مصر إبان عهد الرئيس المخلوع، على الإنتقام منه إذا تحدث إلى وسائل للإعلام بشأن القضية.

وتفاعلت مؤخرا قضية نجلاء في الأوساط الحقوقية، حيث طالبت مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لدى السلطات السعودية لإيقاف استكمال عقوبة الجلد بحق نجلاء.

وأوضحت المؤسسة الحقوقية، في بيان لها، أن نجلاء يحيى وفا قد تعرضت للجلد في أيار/ مايو الماضي 300 مرة بواقع 50 جلدة أسبوعياً في حين سيتبقى 200 جلدة يتوقع تنفيذها عقب شهر رمضان الماضي.

وبالعودة إلى حيثيات اعتقال السيدة المصرية وذلك خلال أيلول/سبتمبر من عام 2009 حيث ألقت السلطات السعودية القبض على نجلاء بإيعاز من شريكة لها في أعمال تجارية تنتمي إلى العائلة الحاكمة.

وأشارت مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان إلى أن قوات الأمن السعودية داهمت منزلها وصادرت منه الأوراق والممتلكات الشخصية الخاصة بها وبأعمالها كمستثمرة مصرية داخل السعودية، وقالت إنها أخضعت للاستجواب من قبل محققين تابعين لشرطة السليمانية في الرياض على مدار أربعة أيام، لافتة إلى تعرضها لسوء المعاملة والسب من قبل المحقق ومن محامي خصمها في الوقت الذي لم يسمح لها فيها بتوكيل محام بإيعاز من الخصم.

وقال المحامي أحمد مفرح الباحث القانوني في مؤسسة الكرامة إن حالة نجلاء يحيى واحدة من مئات الحالات لمواطنين مصريين يتم اعتقالهم دون وجه حق لمدد طويلة، ويحاكمون محاكمات صورية جائرة، إضافة إلى تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.

وقالت نجلاء في رسالة نشرتها صحف مصرية لن أتنازل حتى الموت وعندها سيكون ذنبي في رقبة الرئيس مرسي، وكل من تعاون على إخفاء قضيتي عن الملك عبد الله لأسباب أعلمها جيداً.

واكدت منظمات حقوقية ان الحكم على نجلاء باطل من اساسه، باعتبار انها تعرضت لمحاكمة افتقدت للحد الادنى من معايير العدالة، بعد ان رفضت السلطات السعودية السماح لها او لعائلتها بتوكيل محام عنها.

ونددت المنظمات بتقديم نجلاء اصلا الى محكمة جنائية بسبب خلاف تجاري، وهو ما يحال في دول العالم الى المحاكم المدنية. وكشفت ان وزارة الخارجية المصرية اعلنت يأسها من تحقيق تقدم في هذه القضية واشارت في احدى رسائلها الى ان الموضوع يتطلب تدخلا من سلطة اعلى في اشارة الى رئاسة الجمهورية.

واعتبرت انه من الغريب ان الرئيس مرسي لم يناقش قضايا المعتقلين في السعودية دون تهمة او محاكمة رغم انه قام بزيارتها مرتين منذ توليه الحكم.

وقد تقدمت المنظمة المصرية لحقوق الانسان بشكوى للأمم المتحدة مطالبة بالتدخل لدى السعودية للمطالبة بالإفراج عن نجلاء وفا.

وأدانت المنظمة فى بيان لها تنفيذ عقوبة الجلد بحق نجلاء، معتبرة ذلك أنه يعد انتهاكا صارخا للحق في سلامة الجسد والحق في المحاكمة العادلة والمنصفة، مطالبة بسرعة اطلاق سراحها خشية تعرض حياتها للخطر.

من جانبه قال حافظ ابو سعدة رئيس المنظمة أن ما تعرضت له المواطنة المصرية يعد انتهاكا للحق في سلامة الجسد والحق في المحاكمة العادلة والتي نصت عليها جميع المواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان.

وتقدم عائلة المتهمة والمنظمات الحقوقية المصرية صورة مغايرة لتلك الرواية التي يتبناها القضاء السعودي، فهل هو ادعاء باطل يطال عائلة آل سعود أم أن تاريخ أمرائها معتق بأشكال الفساد والفُحْش الذي يمارس في الخفاء؟

نشرت صحيفة الفجر المصرية تقريرا حول قضية نجلاء وفا رأت فيه أنهناك الكثير من الأمور تدفع الصحيفة لتصديق ما قالته عائلة نجلاء وفا عن افتراءات الأميرة السعودية التي نالت بالطبع دعما من الشرطة التي تحمي حكم العائلة المالكة، فتاريخ فضائح آل سعود من أمراء واميرات عرض مستمر.

ففي الـ18 من ابريل من هذا العام، منحت محكمة بريطانية أميرة سعودية حق الإقامة الدائمة تمهيداً لمنحها صفة اللاجئة على خلفية علاقة غير شرعية مع بريطاني أدت إلى الحمل.

لم تكن تلك هي الفضيحة الوحيدة لآل سعود، حيث افاد تقرير استخباراتي بريطاني ان الأمير السعودي سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود قد أقر أمام إحدى المحاكم البريطانية بالتسبب بمقتل مساعده بندر عبد العزيز، لكنه نفي تهمتي القتل العمد وإلحاق الأذى الجسدي البالغ بالضحية عن سابق إصرار وترصد.

إلاَّ أن جوناثان ليدلو، وهو المدعي العام البريطاني في القضية، أكد أمام محكمة إنه كان قد تم العثور على القتيل بعد تعرضه للضرب والخنق في الفراش في الغرفة التي كان يشترك فيها مع الأمير سعود في الفندق المذكور، مضيفا أن المدَّعى عليه “قتل مساعده في اعتداء انضوى على عنصر الجنس”.

وبحسب التقرير ان دوافع القتل كان ناتج عن الغيرة كون ان المجني عليه كان له عشيق جزائري من اصول يمنيه واكتشف الأمير ذلك وجن جنونه وجعله يقدم على جريمته تلك.

وفي الـ14 من اغسطس الماضي نشرت صحيفة الفايننشال تايمز تحقيقا بعنوان تغريدات جريئة تأسر ألباب الطبقات المثقفة في السعودية، وتسلط من خلاله الضوء على نشاطات مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يكتب تحت اسم مستعار هو مجتهد.

وتتضمن كتابات مجتهد الكثير من الانتقادت للأسرة المالكة في السعودية بسبب ما يرتكبه بعض أفرادها من تجاوزات.

ويضيف التحقيق: لقد دأب هذا المستخدم الجريء إلى أبعد الحدود على أسر ألباب السعوديين منذ نهاية العام الماضي عبر ما ينشره من فضائح فساد على أعلى المستويات من فهد بن عبد العزيز إلى طلال بن عبد العزيز، وتجاوزات أفراد الأسرة المالكة، الجميع مرتكب وفاسد وسارق فيما الشعب السعودي يئن من الجوع والفقر في بلد لا يتجاوز نسبة الفقر فيه 20 في المئة وهو من أغنى وأكبر مصدر نفطي في العالم.

تلك الفضائح هي مجرد تذكير لما اقترفه أمراء تلك العائلة المالكة من افتراءات ليس في المملكة العربية السعودية فقط، لكن خرج الي جميع انحاء العالم، وليكن مجرد صرخة في اذن الرئيس مرسي و المسئولين المصريين للاسراع بإنقاذ نجلاء وفا و احمد الجيزاوي وغيرهما من المعتقلين المصريين في سجون آل سعود.

نجلاء وفا لو أنها عرفت خاتمتها ما كانت بدأت رحلة شقائها في المملكة، وقبلها المحامي أحمد الجيزاوي وغيره كثر، للوافدين المصريين في السعودية تصنيف متدني يقوم على استغلال حاجتهم للعمل وفرض رب العمل السعودي ما يحلو له من شروط، فمن عاند فمصيره الجلد وتشويه السمعة وتلفيق التهم، ومن رضخ فلا أمل له بتحرك مصري رسمي حيث تغلب كفة العلاقات السعودية المصرية في حسابات الرئيس مرسي على كفة الكرامة المصرية المهدورة.

سيريان تلغراف | عربي برس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock