تلغراف

القصة الكاملة لعودة “رجل المخيمات” الفار رياض الأسعد إلى الداخل السوري

بعد اكثر من عام على فراره ولجوئه إلى مخيمات النازحين في تركيا، أعلن قائد ميليشيا “الجيش الحر” رياض الأسعد عن عودته إلى الداخل السوري “لتوحيد الفصائل المقاتلة، وتأمين المناطق المحررة، وبدء خطة تحرير دمشق” ، الأسعد صب حمم كلامه “على أطراف خارجية عملت على ممارسة الضغط على قيادة الجيش الحر من أجل المساهمة في إنحراف الثورة عن غاياتها، وأهدافها النبيلة، والدخول في صفقات مشبوهة لنكون بديلا عن النظام الحالي مقابل شروط يرفضها الشعب السوري، والفصائل المجاهدة” على حد تعبيره .

خبر إعلان الأسعد عن عودته إلى الداخل، أصاب المعارضة السورية بالدهشة، فقائد “الجيش الحر” ما لبث يرفض حتى الأمس القريب العودة إلى سورية، وقيادة المعارك الميدانية لأسباب عديدة، منها ما يتعلق بالعقلية المدنية التي تتحكم بالمسلحين في الداخل، إضافة إلى تحججه الدائم بأنه يشكل هدفا مباشرا للنظام السوري الذي دأب منذ عام على محاولة الإيقاع به، من أجل توجيه ضربة قوية إلى الجيش الحر، يكون وقعها اشد ضررا من عملية إستدراج مؤسس حركة لواء الضباط الأحرار حسين هرموش، وإعتقاله” .

“قائد الجيش السوري الحر أو رجل المخيمات الأول لم يترك مكانا للصلح مع المعارضين السياسيين، والعسكريين على حد سواء، فسيادة العقيد الفار حاول إلصاق شتى أنواع التهم فيهم، بدءاً  من العمالة للإستخبارات السورية وصولاً إلى سرقة أموال الثورة”،  بحسب رأي بعض قادة المعارضة ممن تربطهم علاقة سلبية به .

مصادر مقربة من العقيد الفار الأسعد ذكرت معلومات تكشف للمرة الأولى عن أسباب مغادرة قائد “الجيش الحر” مخيمات النازحين في تركيا، وعودته إلى سورية، وردة فعل قادة الألوية، والكتائب التي تشارك في الأعمال العسكرية في ريفي حلب، وإدلب، وتقول” موضوع عودة العقيد الأسعد إلى الداخل لم تكن مطروحة رغم كل الضغوط التي تعرض لها، إلا ان زيارة المهدي الحاراتي لقائد الجيش الحر، جعلت الأخير يعيد النظر بإمكانية العودة، خصوصا بعد الكلام الذي سمعه من أحد قادة الثورة في ليبيا”.

المصادر تشير إلى ان “المدة التي مكثها المهدي الحاراتي في ريف إدلب، وتحديدا في منطقة معرة مصرين جعلته يتعرف على الكثير من الأسرار، بحيث وجد ان الشرخ، وتباين الرأي بين قادة الجيش الحر في الخارج، والمجموعات المسلحة في الداخل، بلغ حدا لا يطاق، فمعظم المقاتلين لا يلتزمون بتعليمات الأسعد، بل أن عددا كبيرا منهم يرفض الإعتراف به كقائد للجيش الحر بحكم بعده عن ارض المعركة” مضيفة “فور عودته من ريف إدلب طلب الحاراتي لقاء العقيد، وأخبره بضرورة العودة، قبل ان تفلت الأمور من عقالها، وأطلعه على ما يجري على ارض الواقع، وبأن إقامته في المخيمات تشكل ضررا معنويا على شخصه، والثورة في آن معا” .

تتابع المصادر قائلة” كشف العقيد الفار الأسعد للمهدي الحاراتي عن الأخطار التي تهدد عودته، وأبلغه صراحة أنه لا يخشى النظام بقدر خشيته من رفاق السلاح الذين يتربصون شرا به، وعدد له اسماء بعض الضباط المنشقين الذين يمكن ان يقوموا بإغتياله بسبب العلاقة السيئة التي تجمعه بهم، وأبرزهم المقدم الفار خالد الحمود، وعمار الواوي، وعبد الجبار العكيدي، كما أبلغه بأن علاقته بقائد لواء التوحيد في حلب عبد القادر الصالح ليست على ما يرام، وبالتالي فإن عودته يمكن ان تشكل ضربه معنوية كبيرة للثورة في حال التعرض له، أو إصابته بأي مكروه” حسب اعتقاده .

قائد الجيش الحر آمل من الحاراتي تذليل عقبات العودة بحسب المصادر، ومن اجل ذلك “طلب العقيد الفار من قائد لواء الأمة في ليبيا وسورية، لقاء الضباط الذين ينظر إليهم الأسعد بعين الريبة، وإطلاعهم على إمكانية عودة الأسعد إلى الداخل، وافق الحاراتي، وعمل على دخول المناطق الساخنة ليضع قادة المجموعات المسلحة في صورة ما يجري، ولكنه تفاجأ عندما سمع ممن إلتقاهم برفضهم المطلق لعودة الأسعد، بسبب ما أسموه مكابرة العقيد، ومحاولته التسلق على ظهر الثورة، والإبحار وسط دم الشهداء، الأجواء السلبية التي رافقت لقاء قادة المجموعات المسلحة بالحاراتي، دفعت بالأخير إلى رفع الصوت عاليا، والقول ان الأسعد سيعود إلى سورية شاء من شاء، وآبى من آبى”.

تلفت المصادر “إلى ان الحاراتي، وبعيد تأكده من صحة كلام الأسعد، تعهد للأخير بمساعدته، وتأمين الحماية له إذا ما قرر العودة إلى سورية، تسارع الأحداث وإعلان بعض الضباط عن تأسيس الجيش الوطني السوري وضع الأسعد اما خيار وحيد، العودة ولو صوريا، وإلا فقدان مكانته الثورية، لذلك أبلغ الحاراتي برغبته في العودة، فما كان من الأخير إلا أن أعطى إيعازا للواء الأمة الذي أسسه بمساعدة الشيخ عبد الحكيم المشري، والذي يضم سوريين، وليبيين، وجهاديين عرب، بحماية الأسعد، طوال فترة إقامته في ريف إدلب، بإعتبار ان لواء الأمة ينشط في هذه المنطقة، رغم ان الأسعد كان قد عبر أكثر من مرة عن رغبته في الدخول إلى ريف حلب للإطلاع على سير المعارك هناك، ولكن التهديد الصريح الذي أطلقه قادة المسلحين جعله يعدل عن الفكرة” .

تختم المصادر بالقول “عودة العقيد إلى سورية ليست نهائية، وهو أخبر الضباط الأتراك ممن ألتقاهم قبل الخروج من المخيم، بأن عودته إلى تركيا مسالة وقت، كما أنه قام بتكليف أحد أقرب المقربين منه بحماية الخيمة التي كان يمكث فيها، ومتابعة الأعمال التي كان يقوم بها أثناء وجوده في مخيم المنشقين في تركيا” .

سيريان تلغراف | عربي برس (بتصرف)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اللي مجنني هو هذا المهدي الحاراتي ؟؟؟من يكون هذا النكرة الذي يامر السوريين بهذا الشكل وماهي درجة سيطرته على هؤلاء الفاريين و المجرميين ؟؟ اهكذا تكون الثورات يا ابطال ؟؟؟ وهل انتم ثوار بحق ام مجرد ادواة بيد هذا و ذاك ؟؟؟ لو كنتم اشراف و سوريين بحق و تحبون بلدكم كما تدعون …ليس لديكم الان خيار سوا ان تطلبو العفو من رئيسكم الاسد و تعودون الى حضن البلد و انتم من يجب ان يقاتل هؤلاء الاغراب الجربانيين القادمين من صحراء التخلف و الظلام القادمين من ليبيا و السعودية والاردن و غيرها قاتلوهم يد بيد مع الجيش السوري البطل و اطردوهم من البلد العظيم لان هؤلاء لا يبغون غير تدمير حضارتكم و ثقافتكم و بلدكم اطردوهم ليعودوا الى اوكارهم في بورا بورا و الربع الخالي و غابات السودان مع القرود و الغربان و الضباع القذرة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock