خبر هام

عملية نصب أخرى للمعارضة السورية لا سابق لها في غبائها .. صواريخ مصرية في أيديها تدعي أنها إيرانية

المسلحون الإسلاميون يملكون صواريخ وذخائر من إنتاج معمل “صقر” في مصر ، وبعض الوثائق المصادرة الصيف الماضي في “الحفة” تؤكد أنها عائدة للجيش المصري .

غبية، تافهة، كاذبة، وقحة، نصابة، محتالة، صفيقة، قذرة…، وغيرها الكثير، صارت كلها من “الأسماء الحسنى” للمعارضة السورية في جناحها الأميركي ـ الإسلامي ، وقريبا جدا سنسمع عن “جناح إسرائيلي” ، عندما نكشف عن أكبر عملية تجسس تورط فيها “الجيش الحر” .

لذلك كله ، لم يعد مفيدا اللجوء إلى مفردات هذا القاموس ، خصوصا وأن العاهرة تتلذذ إذا ما ناديتها بهذا الاسم ، لكأنما تمارس معها الحب وتطفئ شبقها وشهوتها ! ولهذا سندخل في التفاصيل دون أية مقدمات أخرى .

صقر-5

صناديق ذخيرة وصواريخ ضبطها الجيش السوري في منطقة الحفة في ريف اللاذقية في حزيران الماضي مع اوراق تتعلق
بمواصفاتها وتاريخ انتاجها 1987 ومعلومات اخرى تتعلق بالمصدر

منذ أيام وصفحات هذه المعارضة ، ومنابرها الإعلامية ، تحفل بأخبار وأشرطة فيديو تزعم أن النظام السوري “يستخدم صواريخ إيرانية لقصف المدن السورية” ، ولا تتردد هذه الأخبار والأشرطة في عرض صور حقيقية لصواريخ راجمات (عيار 122مم) سقطت في أماكن مختلفة دون أن تنفجر .

عندما يمتزج الغباء أو “الحيونة” ، بالوقاحة والعهر ، لا يمكنك أن تتخيل الخلطة “الآدمية” التي ستحصل عليها ، وستعجز أية حديقة حيوانات في العالم عن تصنيف هذا الكائن الوليد ، لكنه ، في عموم الحالات ، يبقى أقرب إلى البغل !

ففي الأشرطة المتداولة ، والعديد من الصور التي تظهر صواريخ مغروزة في الأرض دون أن تنفجر ، لاسيما في الشمال السوري ، تبدو عبارة “الهيئة العربية للتصنيع : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” ، ومع ذلك لا يتورع الدجالون عن اعتبار الصواريخ إيرانية !؟

شبكة-اخبار-حلب-وادلب

ومع ذلك ليست النكتة هنا ، بل في ذلك “البغل” الذي لا يميز بين صواريخ “فجر5” التي ذاع صيتها بعد استخدامها من قبل المقاومين في غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير ، و صواريخ “صقر5” ، وهو اسم المصنع المصري الذي ينتجها !

أكثر من ذلك ، في حزيران الماضي ، وخلال معركة تحرير “الحفة” من العصابات التركمانية والإخوان المسلمين ، وقعت في أيدي الجيش السوري صناديق ذخيرة كانت بحوزة هذه العصابات ، بالإضافة إلى أوراق تشرح طبيعة الذخيرة والأسلحة وتاريخ تصنيعها وعائدية ملكيتها .

لا يحتاج حتى المغفل (اللهم إذا لم يكن بغلا حقيقيا شبيها بهؤلاء المعارضين المسعورين والموتورين) إلى كبير عناء للمقارنة بين الشعار المطبوع على الصاروخ وشعار “الهيئة” الموجود على الإنترنت ، وعلى الصفحة الرسمية لـ”الهيئة”، كي يكتشف أن الصواريخ مصرية أو سعودية أو قطرية أو إماراتية ، وهذا يقتضي منا العودة قليلا إلى الوراء ..

أنشئت “هيئة العربية للتصنيع” في العام 1975 بتزواج ما بين رأس المال الرمزي المصري (الخبرات التكنولوجية المحلية) ورأس المال الخليجي ، وبرأسمال قدره حوالي مليار دولار مصدره السعودية والإمارات العربية وقطر. وشمل المشروع إقامة عشر مصانع ، من بينها مصنع “صقر” لإنتاج الصواريخ وقذائف المدفعية والراجمات ، وهو الذي يهمنا في هذا السياق . وفي العام 1979، على أثر زيارة السادات إلى القدس المحتلة واتخاذ قرار من الجامعة العربية بطرد مصر منها وقطع العلاقات معها ، انسحبت الدول الخليجية من المشروع الذي أصبح ملكية مصرية كاملة ولم يزل . وتنتج “الهيئة” الأسلحة والذخائر بترخيص (عمليا تجميع دون وجود قيمة مضافة محلية كبيرة في المنتج) من دول عديدة مثل الصين وبريطانيا وفرنسا وكندا . هذا فضلا عن المنتجات المدنية ، كالسيارات والمفروشات المنزلية .

ومنذ أن بدأت “الهيئة” إنتاجها العسكري ، لم يكن هناك أي تعاون بينها وبين سوريا . فحين بدأت إنتاجها ، كانت القطيعة بين مصر وسوريا قد تكرست (عمليا قبل زيارة السادات للقدس ، إذا توقفت العلاقات السورية ـ المصرية منذ زيارة السادات الأخيرة إلى سورية لإبلاغ حافظ الأسد بأنه ذاهب إلى القدس).

وحين عادت العلاقات بين مصر والدول العربية ، بقيت مقطوعة مع سوريا حتى العام 1998. وفي هذا التاريخ ، كان برنامج الصواريخ السوري قطع شوطا كبيرا سبق “هيئة التصنيع” نفسها ، بفضل برنامج التعاون السوري ـ الكوري الشمالي ـ الإيراني الذي بدأ في العام 1984.

إن فحص العلاقات “التجارية” بين “الهيئة” والدول الأخرى ، يكشف أن منتجات “الهيئة” ، لاسيما مصنع “صقر”، ذهبت إلى معظم دول الخليج وليبيا واليمن ، فضلا عن دول أفريقية أخرى يدخل النظام الشرقي (الروسي والصيني) كليا أو جزئيا في تسليحها. ولهذا فإن مصدر الصواريخ والذخائر المضبوطة في سوريا، هو ـ قولا واحدا ـ إحدى هذه الدول. وإذا أردنا أن نحصر الأمر، فهو السعودية أو قطر أو الإمارات أو مصر نفسها!!

الهوامش :

تصفح هنا الموقع الرسمي لمصنع “صقر” التابع للهيئة العربية للتصنيع في مصر

تصفح هنا الموقع الرسمي للهيئة العربية للصنيع

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock